مطب جديد تترقبه المنظومة الصحية بكثير من الحذر، بعد أن تأكد تواجد النسخة المتحورة الهندية من فيروس كورونا بالمغرب، عقب بروز حالات خالطت العديد من الأشخاص، ما يفتح الباب مجددا أمام معاناة مع الإصابات من جهة، وتشديد التدابير الاحترازية من جهة أخرى.
وأعلنت وزارة الصحة المغربية أن منظومة الرصد الوبائي ومنظومة تدبير المخالطين والبؤر سجلت بمدينة الدار البيضاء حالتي إصابة مؤكدة بالسلالة الهندية لفيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن الأوساط العلمية ترجح أن تكون هذه السلالة الهندية سريعة الانتشار.
وتثير النسخة الجديدة ذعرا كبيرا في مختلف ربوع العالم، خصوصا أمام تواتر المشاهد القادمة من الهند عن تدهور الوضع الوبائي العام هناك، ما اضطرها لطلب نجدة دولية تعينها على محاصرة الفيروس الذي يواصل مسلسل التمدد.
وما يزال تعاطي السلطات الصحية الوطنية مع النسخة الجديدة مبهم المعالم، بعد رفض أسماء عديدة داخل وزارة الصحة، تواصلت معها هسبريس، إعطاء أي تعليق في اللحظة الراهنة، ما يثير أسئلة عديدة.
جمال الدين البوزيدي، دكتور متخصص في الأمراض الصدرية والتنفسية، قال إن النسخة الهندية خطيرة جدا مقارنة بالعادية، منبها إلى كونها تستطيع الإفلات من التشخيص والفحص، ولا تنفع معها بعض أنواع اللقاحات المنتشرة حاليا.
وأضاف البوزيدي، في تصريح لهسبريس، أن هذه النسخة ظهرت في شهر أكتوبر الماضي ولم تحظ بالاهتمام البالغ، مسجلا أن الطفرة داخل الفيروس جرت على مستوى الأشواك وجعلت الدخول إلى خلايا الإنسان مسألة سهلة، كما أنها تساهم في رفع معدل التكاثر بقوة، وهو ما جرى بالهند.
وأورد الطبيب المغربي أن النظام الصحي الهندي انهار لأسباب متعددة، منها الثقافة الشعبية التي لا تسمح على الاطلاق بالتباعد الجسدي بين الأفراد، ثم الكثافة السكانية الكبيرة، وهو ما أدى إلى الوصول إلى مستويات خطيرة.
وأبرز البوزيدي، ضمن التصريح ذاته، أن العالم يساند الهند في محنته الراهنة، خصوصا على مستوى المساعدات الإنسانية والطبية، وهو ما أنقذ قليلا النظام الصحي بالبلاد، مشيرا إلى أن وتيرة انتشار الفيروس تبقى خطيرة وتسترعي الانتباه.