أثار موقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن العلاقات مع إسرائيل، وضرورة العمل على جعلها أفضل في المستقبل، موجة من التّفاعل داخل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء مغاربة أن هذه التصريحات الجديدة تسلط الأضواء على موقف الإسلاميين المغاربة الرّافضين للاتفاق المغربي الإسرائيلي، والذين يتذرّعون بموقف تركيا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، إن بلاده ترغب في إقامة علاقات أفضل مع دولة إسرائيل، مضيفا أن “المحادثات على المستوى الاستخباراتي استؤنفت بين الجانبين”.

ولطالما دافع إسلاميون مغاربة عن الموقف التّركي من التطبيع مع إسرائيل، إذ اعتبروه “مشرفا ويمثل صوت المسلمين”؛ بينما تظهر اليوم رغبة أنقرة في الانفتاح على الدّولة الإسرائيلية وتقديم مصالح الحيوية على بعض القراءات الضيقة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي بعض الأحيان، ينتقل دفاع بعض الإسلاميين المغاربة عن النظام التركي بقيادة أردوغان إلى حد تبني وجهات نظر أنقرة بشأن بعض المواضيع الإقليمية والدّولية، كما هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية، التي مازالت تحظى بدعم بعض الحركات والتنظيمات الإسلامية المغربية.

وقال معلق يدعى مصطفى، على هسبريس، إن “التقارب بين المغرب وإسرائيل يمكن أن يؤثر سلبيا على العلاقات الاقتصادية بين تركيا وتل أبيب، خصوصا أن الكثير من المنتجات يمكن لإسرائيل أن تستوردها من المغرب عوض تركيا؛ لذلك يتدارك أردوغان الموقف ويحاول أن يتقرب أكثر من إسرائيل”.

وأضاف المعلق ذاته أن “المعاملات التجارية بين المغرب وإسرائيل ستكون سلسلة، نظرا للارتباط التاريخي بين الدولتين”، وزاد: “انتظروا من حلفاء أردوغان في المغرب أن يضعوا العصا في عجلات هذا التقارب باستخدام القضية الفلسطينية ودغدغة مشاعر المغاربة”.

وأورد معلق آخر: “أردوغان لا تهمه لا فلسطين ولا تركيا، ما يهمه فقط البقاء في الحكم. والتودد الذي قام به أردوغان (وليست تركيا) لإسرائيل ما هو إلا محاولة توسل من أجل فوزه في الانتخابات، وقد نسي أن تركيا ليس بها يهود كثر، ولعب لعبة محفوفة بالمخاطر، فلا ثقة في اليهود. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهو يريد أن يلعب لعبة القط والفأر مع المغرب”.

وتساءل معلق يدعى المختار: “أين هم الذين ينددون باستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية ويمدحون أردوغان وتركيا وهي ذات علاقات وطيدة مع إسرائيل منذ سنوات طويلة؟”، وزاد مستدركا: “بل حتى أردوغان نفسه تهجم على المغرب بعد استئناف علاقتنا مع إسرائيل.. أردوغان يلعب بقلوب المسلمين المعجبين به ولا يهمه سوى نفسه ومصالح بلاده العليا”.

وقال زمور من جانبه: “بالفعل، أردوغان يغازل بايدن من خلال تقربه من إسرائيل، وذلك لخدمة مصالح بلده، خصوصا أن مواضيع عدة ترهقه: قضية الأكراد وحقوق الإنسان والمعارضة والاتحاد الأوروبي والحدود البحرية مع اليونان….الخ. إذن لا بد من مغازلة بايدن من خلال خطب ود الحليف الإستراتيجي لأمريكا، إسرائيل طبعا”.

hespress.com