الجمعة 25 شتنبر 2020 – 09:00
بتوالي أيام الحصيلة الثقيلة منذ أشهر، تسرب إلى المغاربة تصالح خفي مع أرقام مرتفعة لعدد الإصابات والوفيات جراء كورونا، وذلك عكس ما كان عليه الحال في الأيام الأولى من تواجد الفيروس بالمغرب، أو حتى خلال فترة ما بعد عيد الأضحى.
ومنذ مدة ليست بالقصيرة لم يعد عدد الإصابات يشكل هاجسا كبيرا للمغاربة، خصوصا بعد استئناف الحياة الطبيعية ورفع الحجر الصحي، وتسلل فكرة إيذاء الفيروس للطاعنين في السن والمصابين بأمراض مزمنة فقط إلى الأذهان.
ومازال المغرب، منذ انتهاء عطلة عيد الأضحى، يشهد معدل إصابات مرتفعا مقارنة بالأيام الأولى، لكن ما يؤرق بال السلطات هو استهانة الوحدات الصناعية وعموم المواطنين بخطورة الفيروس التاجي، ما يضعها أمام محك يتجاوز التطبيب والرعاية.
وصار لزاما على حكومة سعد الدين العثماني إيجاد خطة تواصلية جديدة تقنع المغاربة بجدوى الالتزام بإجراءات الوقاية من “كورونا”، فاستمرار مظاهر الحياة اليومية وارتفاع حصيلة المصابين يستوجبان خطوات جديدة لاستدراك انخفاض منسوب الانتباه لدى مغاربة كثر.
محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أورد أن الأمر يعود إلى عاملين اثنين ينحصران بين الخوف المبالغ فيه والاستهتار المبالغ فيه، فضلا عن تفشي فكرة المؤامرة، واتخاذ الحكومة قرارات خاطئة.
وأضاف بنزاكور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ثقة المغاربة ضعفت بشكل كبير بعد القرارات التي شابها الجدل، مؤكدا أن على رئيس الحكومة أن يقوم بأدوار تواصلية أكثر قوة من أجل إيصال المعلومة إلى المواطنين.
وأشار أستاذ علم النفس الاجتماعي إلى أن الناس احتاجوا أيضا إلى العودة إلى الحياة الطبيعية، إذ أصبح الواقع أقوى من الموت والأرقام؛ هذا زيادة على اختباء البعض وراء أعذار “طرف د الخبز” و”الموت مكتابة”، رغم كون الأمر بعيدا عن الواقع.
وأكمل بنزاكور تصريحه قائلا: “هناك أيضا فئة يغلب عليها الجهل، وتستهتر بالفيروس دون تبريرات”، مطالبا المغاربة بمزيد من التعقل في تدبير الأزمة الحالية، ومؤكدا ضرورة اشتغال الفنانين والقيمين الدينين وكذا السياسيين على مزيد من التوعية.