مازال نمط التدريس الذي لجأت إليه وزارة التربية الوطنية خلال الموسم الدراسي الجاري يثير عددا من الإشكالات؛ ففي ما يتعلق بالتعليم الحضوري يتخوف أساتذة من أن يؤثر بقاء التلاميذ لساعات طوال داخل الأقسام على مردوديتهم وعلى نفسيتهم أيضا.

نظام التفويج الذي أقرته وزارة التربية الوطنية كحل لتجاوز مشكل الاكتظاظ في الأقسام، بعد اختيار ثمانين في المائة من أولياء التلاميذ التعليم الحضوري، سيجعل المتعلّمين يمكثون في الأقسام لمدة تزيد عن أربع ساعات دون مغادرتها خلال فترة الاستراحة.

هذا الخيار اعتبره مصطفى المودن، أستاذ التعليم الابتدائي بإقليم سيدي سليمان، قرارا غير موفق، مبرزا أن تلاميذ التعليم الابتدائي، من المستوى الأول إلى المستوى السادس، الذين سيلتحقون بالمدارس اليوم الخميس، سيمكثون داخل الأقسام لمدة خمس ساعات متواصلة.

ونبه المودن، في تصريح لهسبريس، إلى أن مكوث التلاميذ الصغار داخل الأقسام لمدة خمس ساعات، بعد حذف حصة الرياضة، سيؤثر عليهم من الناحية الصحية، ذاهبا إلى القول إن قضاء التلاميذ مدّة الاستراحة، التي لا تتعدى خمس عشرة دقيقة، داخل الأقسام، “ليس له أي معنى أو فائدة”.

وأردف الإطار التربوي بأنّ المسؤولين عن الشأن التعليمي حذفوا حصتي التربية البدنية وأدمجوهما في الحيز الزمني الذي سيقضيه التلاميذ داخل الأقسام، مع إلغاء خروجهم إلى الساحة وقت الاستراحة، وزاد: “سيتم العمل بهذا النظام ابتداء من الخميس”.

وفيما لم يستقرِّ قطار التعليم على سكته بشكل تام، بعد ثلاثة أيام من انطلاق الموسم الدراسي، يقوم الأساتذة بمرافعات لدى مسؤولي المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية من أجل تدبير أمثل للزمن المدرسي، بما لا يؤثر على مردودية التلاميذ، نظرا لطول مدة البقاء داخل الأقسام دون الاستفادة من فسحة خارجها.

ويرى مصطفى المودن أنه يمكن الاكتفاء بأربع ساعات بدل خمس في الظروف الحالية، “رغم أنها بدورها طويلة”، موضحا أن “تقسيم الصفوف إلى فوجين لتخفيف الاكتظاظ جعل كل فوج يحضر ثلاث مرات في الأسبوع، لمدة خمس ساعات في كل حصة دراسية، وهو زمن مرهق ولا يمكن أن تكون وراءه نتائج إيجابية، لأن الأمر متعلق بالكيف، وبدرجة تحمّل الطفل”، على حد تعبيره.

ولتجاوز هذا الإشكال، اقترح المودن التدريس ببيداغوجية الإدماج، إذ يمكن دمج عدة مواد في حصة واحدة، وزاد موضحا: “مثلا نشتغل على نص، ومن خلاله ندرس ما يتعلق باللغة والسلوك والتواصل والاجتماعيات…أما سجن التلميذ خمس ساعات بين الجدران فأعتبره خيارا غير مسؤول وغير صحي”.

hespress.com