قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم الخميس، إن الشأن الديني مرتبط بالجوامع والجماعة، وكل ما يأتي ليقلل من هذا الشأن يكون نشازا، موردا أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية انخرطت في مواجهة فيروس كورونا الذي جاء ضد حكمة الناس القائلة “تزاحموا تراحموا” وفرَضَ ضرورة خلق التباعد.

جاء ذلك ضمن دراسة موضوع التدابير التي اتخذتها الوزارة لتمنيع وتحصين مختلف الأنشطة التي تسهر عليها، وخاصة ما يتعلق بدعم وتقوية التأطير الديني للمواطنين في ظل هذه الجائحة، بلجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب.

وأوضح الوزير التوفيق أن “الله بحكمته يصرّف ما يشاء، لأن هذا الأمر يهم الشأن الديني والروحي خصوصا”، مضيفا: “لا شك أن هذا الوباء سيكون سببا في عودة الناس إلى الله، وهذا الرجوع هو رحمة من الله لمن أراد أن يكون سببا لعودته”.

وبخصوص قرار المجلس العلمي الداعي إلى عدم إقامة صلوات التراويح جماعة خلال شهر رمضان وإمكانية تعويض ذلك بإقامتها في المنازل، قال التوفيق إن “البلاغ آلم الناس ومن أصدر البلاغ”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر صعب على الناس نفسيا تقبله، والحالة أن المساجد لصلاة الفرض. أما النوافل، فالسنة تدعو لتكون في البيوت لما لها من فوائد”.

وأوضح الوزير أن “هذا القرار صاحبه جو نفسي صعب الأمر الذي سجلت معه بعض العمليات الخرقاء، والتي لا تتعدى سبع أو ثماني حالات طيلة شهر رمضان”، مؤكدا أنه “تم تضخيم الأمر بعض الشيء، وكان دافعه رغبة الناس في الصلاة بالمساجد”.

ونوه التوفيق بما أظهره المغاربة من تعاون لمواجهة هذا الوباء، مشيرا إلى الدور الكبير الذي قامت به المجالس العلمية من توعية وإرشاد وتقديم المساعدة، ودورها في الجانب الاجتماعي.

وفي هذا الصدد، أوضح التوفيق أن الحائجة كشفت العديد من الجوانب الإيجابية، ومنها التعليم عن بعد الذي سيظل قائما بعد نهاية الأزمة، موضحا أنه “أمر إيجابي؛ حيث قامت المجالس العلمية بآلاف العمليات في التواصل والإرشاد، وخصوصا الوحدات النسوية”.

وذكّر المتحدث بالإجراءات التي اتخذتها الوزارة، ومن ذلك “توقيف المواسم الدينية لكون الأمر مرتبطا بوباء ينتشر بالعدوى عبر القرب والتقارب”، مبرزا أن “هذا الأمر كان صادما للناس لأنهم لم يعهدوه، ولكنه كان ضروريا وواجبا”، كما تم تحديد الأماكن التي تهم الوزارة من مساجد وأضرحة وزوايا ومدارس التعليم العتيق والكتاتيب القرآنية، وتجمعات محاربة الأمية ومعاهد جامعة القرويين.

وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أوضح بهذا الخصوص أن “إغلاق المساجد جاء بناء على الفتوى التي طلبها أمير المؤمنين من المجلس العلمي الأعلى، حيث تمت طمأنة المواطنين بأن إجراء الإغلاق لن يستمر، وبأن الصلاة ستتم في المساجد بمجرد قرار السلطات المختصة بعودة الحالة الصحية إلى طبيعتها”.

hespress.com