الخميس 11 مارس 2021 – 23:33
شكلت جائحة “كورونا” فرصة ثمينة لـ”الذئاب المنفردة” من أجل تنفيذ مخططات دموية بالقارة الأوروبية، وهو ما تكشفه بيانات الحكومة الإسبانية بخصوص حصيلة الاعتقالات برسم سنة 2020، البالغة 37 معتقلا إرهابيا، ينحدر 62 بالمائة منهم من المغرب.
وتحدثت كثير من الصحف “الإيبيرية” عن بيانات الحكومة الإسبانية التي خلفت امتعاضا لدى الأحزاب اليمينية القومية؛ إذ دعت إلى تشديد المراقبة الأمنية على أفواج الهجرة غير النظامية التي تتسلل إلى تراب الجار الشمالي، وطالبت في الوقت نفسه بتنسيق التعاون بين الأجهزة الاستخباراتية المكلفة بمكافحة الظواهر الإرهابية.
وبغض النظر عن التفاعلات الحزبية والإعلامية بخصوص الموضوع، فإن تصدر المغاربة لائحة الموقوفين بتهم إرهابية يسائل السياسات الحكومية الموجهة إلى الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وكذا طبيعة المناهج التربوية التي يتم تدريسها بالمؤسسات التعليمية، ما جعل بعض الباحثين ينادون بتفكيك العاطفة الدينية “المفرطة” وسط المجتمع المغربي.
وبالنسبة إلى رشيد أيلال، باحث في الشأن الديني، فإن “جميع مكونات المجتمع، الرسمية وغير الرسمية، معنية بهذه الأرقام الخطيرة، لأننا لا نرضى أن يكون أي مغربي ضمن المعتقلين على ضوء الجرائم الإرهابية، اعتبارا للثقافة المتسامحة لدى المجتمع، لكنها بدأت تتلاشى في ظل تنامي المد الوهابي الداعشي الاستئصالي الغريب عنا”.
وقال أيلال، في حديث لهسبريس، إن “القائمين على تدبير الشأن العام لم ينتبهوا بعد إلى خطورة تغلغل المد الوهابي بالمجتمع، وهي خطيئة الدولة في الحقيقة، لأنها المسؤولة عن توزيع رخص إنشاء دور القرآن خلال سبعينات القرن الماضي، على أساس أنها كانت تدعي تعليم القرآن إلا أنها كانت تدرس للناشئة الفكر المسموم”.
وأضاف الكاتب المغربي أن “تلك الدور كانت توزع الكتب المتطرفة على الناس بشكل مجاني، ما جعلها تؤسس لفكر ابن تيمية المتطرف بالمغرب من خلال نشر الكراهية بالمجتمع”، موردا أن “إرهاصات صناعة القنابل الموقوتة بدأت بترحيل الشباب إلى أفغانستان، ثم ازدادت مع أحداث 16 ماي، ما يتطلب تجفيف منابع التطرف الكائنة بالنصوص الحديثية والفقهية بالتراث الإسلامي”.
وأشار المتحدث إلى تفشي بعض الممارسات المتشددة التي لا يتم الانتباه إليها كثيرا بالمجتمع، ومنها إغلاق مقرات بعض المعاهد الفنية والموسيقية ثم تحويلها إلى مساجد، وهو ما وقع بحي مولاي رشيد بمدينة الدار البيضاء، علما أن أعداد المساجد أصبحت “مهولة”، وهو ما يعتبره أيلال “مساهمة بشكل غير مباشر في خلق داعش”.