فرضت جائحة كورونا تحويل جلسات القرآن والمواعظ الدينية التي كانت تقام عادة في المساجد إلى جلسات افتراضية عبر تطبيق “زووم” وغيره من التطبيقات الإلكترونية للمحادثة الجماعية، بسبب منع الدروس والاجتماعات داخل المساجد.
وقال لحسن بن إبراهيم سكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، إن من أهم وسائل نشر الوعي الديني الصحيح الذي تضطلع به المجالس العلمية المحلية، دروس الوعظ وحلقات تحفيظ القرآن بالمساجد، التي كانت تلقى استجابة كبيرة، سواء من طرف الرجال أو النساء أو حتى الأطفال، خصوصا ما تعلق بتحفيظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، إضافة إلى المحاضرات والندوات بالمناسبات الدينية والوطنية والكونية.
وأضاف سكنفل في تصريح لهسبريس أن جائحة “كوفيد-19” التي ما زال العالم يعاني منها، “فرضت على الجهة الوصية على شؤون المساجد، وهي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إغلاق المساجد إبان الحجر الصحي بموجب الفتوى الصادرة عن الهيئة العلمية للإفتاء التابعة للمجلس العلمي الأعلى، والتي من ضمن ما جاء فيها أن إغلاق المساجد مؤقتا أملته سرعة انتشار جائحة كورونا”
وتابع المتحدث بأن ذلك “أدى إلى منع حلقات تحفيظ القرآن ودروس الوعظ وسائر الأنشطة الثقافية الدينية بالمساجد حفاظا على الصحة العامة، وإعمالا لقاعدة شرعية مرتبطة بمقاصد الشريعة الإسلامية وهي أن الحفاظ على الأبدان مقدم على الحفاظ على الأديان، لأنه لا دين ولا تدين بدون صحة سليمة وعافية ظاهرة على المجتمع، أفرادا وجماعات”.
وأوضح سكنفل أنه “رغم هذا الإغلاق والمنع المؤقت للضرورة، فإن أنشطة المجالس العلمية لم تتوقف، بل باشرت المجالس أعمالها بناء على توجيهات الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى التي تمثل المشيخة العلمية بالمملكة، وذلك بطريقة أخرى تساير وتوافق الواقع الجديد”، وهي استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا صفحات المجالس على “فيسبوك” و”واتساب”، وعبر القنوات الخاصة بالمجالس العلمية على “يوتيوب”.
وأورد رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة أن “هناك تطبيقات أخرى استحدثت بموجبها بعض المجالس العلمية منصات لبث تسجيلات مرئية ومسموعة لدروس الوعظ والإرشاد التي يلقيها السادة العلماء والمرشدون والوعاظ والسيدات العالمات والمرشدات الواعظات، وكذلك حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، وحلقات تحفيظ الحديث النبوي الشريف والمسابقات المتعلقة بهما، وكل ذلك تحت الإشراف المباشر لرؤساء المجالس العلمية المحلية ومتابعة من العلماء أعضاء المجالس المشرفين على أعمال المرشدين والمرشدات والوعاظ والواعظات والمحفظين والمحفظات”.
وتابع السكنفل قائلا: “قد أثبتت هذه التجربة التي أملتها ظروف الجائحة أن كل محنة في طيها منحة يهدي الله إليها من أخلص في عمله لله وكان رساليا في عمله هادفا إلى نفع الناس، كما أثبت السادة والسيدات العلماء والعالمات والمرشدون والمرشدات والوعاظ والواعظات والمحفظون والمحفظات عن فكر إبداعي في إنتاج هذه الدروس لإفادة المواطنات والمواطنين”.
وأكمل تصريحه لهسبريس بالقول: “استنادا إلى كل ما ذكرت، فإن هذه اللقاءات الافتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد أثبتت نجاعتها في استمرار المجالس العلمية بدورها التثقيفي التوجيهي الإرشادي التعليمي التربوي الاجتماعي وفق اختيارات الأمة في تدينها وفي ظل إمارة المؤمنين الحامية لحمى الملة والدين والحاضنة للعلم والعلماء والراعية لمصالح المواطنات والمواطنين”.