لم تستطع أولى جلسات وزارة التربية الوطنية مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية التوصل إلى حلول تنهي مشاكل مالية وإدارية عالقة، أخرجت الشغيلة للاحتجاج في الشوارع على امتداد العاميين الماضيين؛ ما أربك المواسم الدراسية بشكل كبير.

والتقت وزارة التربية الوطنية (قسم الموارد البشرية) بممثلين عن التنسيق النقابي الثلاثي (الجامعة الوطنية للتعليم والجامعة الحرة للتعليم والنقابة الوطنية للتعليم)، بعد أزيد من سنة ونصف السنة عن وقف الحوار المباشر.

واحتفظت النقابات التعليمية سالفة الذكر بالمواقف نفسها بشأن الملفات الـ23 العالقة، فيما وعدت الوزارة الوصية على القطاع التعليمي بإيجاد حلول توقف الاحتقان، لكن دون أن تطرح أي معطيات ملموسة بهذا الخصوص، خلال الاجتماع.

وشكلت نقطة “الأساتذة المتعاقدين” و”الإدارة التربوية” و”الترقية بالشهادة” نقاطا خلافية ثابتة خلال اجتماع يوم الاثنين، خصوصا بعد تخلف الوزارة عن إصدار مراسيم كانت قد وعدت بها في لقاءات سابقة.

ومن المرتقب أن تجالس النقابات التعليمية المدعوة، يوم الاثنين المقبل، الوزارة مجددا، من أجل تعميق النقاش حول الملفات الرائجة، محتفظة ضمن بياناتها بحشد الشغيلة من أجل الدفاع عن مطالبها.

وشكل عدم توجيه الدعوة إلى نقابتي الجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي) والنقابة الوطنية للتعليم خطوة أخرى زادت من حدة الخلافات بين التنسيق الثنائي والوزير سعيد أمزازي.

واكتفت مصالح وزارة التربية الوطنية بمجالسة ثلاث نقابات، ولم تتواصل إلى حدود كتابة هذه الأسطر مع النقابتين اللتين تنسقان بشكل مباشر في كافة الاحتجاجات التي تشهدها شوارع البلاد.

واعتبر عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن “هذا المعطى مرفوض بالمطلق، خصوصا أن النقابة هي الأكثر تمثيلية في القطاع”، مؤكدا “صدور بيان رافض في القريب”.

من جهته، أكد عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، أن “المركزية سمعت أخبار اللقاءات عبر البرلمان فقط”، مسجلا تفاجئها بصور وبيانات صادرة عن اجتماع لم يستدعى له الجميع.

وأضاف الإدريسي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “الملفات العالقة لا تحتاج إلى جلسات بل حلولا”، مطالبا “الحكومة بفهم معنى النقابة واستقلالية مواقفها، عوض الانتقام منها”.

وأكمل القيادي النقابي تصريحه قائلا: “تطرح دائما المشاكل داخل الاجتماعات؛ لكن الجواب يكون هو التأجيل”، مؤكدا أن “استجداء الحوار ثقافة بعيدة عن الجامعة الوطنية للتعليم”.

hespress.com