باتت الحالات الحرجة بسبب الإصابة بكوفيد 19 تعرف ارتفاعا مضطردا، إذ بلغ عددها الإجمالي إلى حدود أمس الثلاثاء 535 حالة، وبالتالي بلغت نسبة ملء أسرة الإنعاش الخاصة بكوفيد 19 حوالي 26 بالمائة؛ فيما بلغ إجمالي الحالات تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي 48 حالة.

وفي هذا الإطار عبر حمزة إبراهيمي، عضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، عن قلقه بسبب النمو المتواتر للحالات الحرجة بسبب كوفيد 19، قائلا إنه “في غضون أسبوع تمت إضافة مائة حالة حرجة، ويمكن للأمر أن يرهق الأطر الصحية ويرفع العبء الذي تتصدى له”.

وأوضح إبراهيمي في حديثه لهسبريس أن “الحالات الحرجة هي مؤشر من المؤشرات الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار في تطور الوضع الوبائي بالمغرب”، قائلا إنها “تعكس حقيقة تفشي الوباء ومدى استعداد المنظومة الصحية للتصدي له، بحكم أن هذه الحالات تستدعي تدخلا مباشرا للأطقم الصحية والتمريضية، وكذا توفر أقسام الإنعاش”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أهمية السرير العلاجي، خاصة في وحدة الإنعاش بأقسام كوفيد 19، قائلا إن “المغرب يعيش خصاصا مهولا في هذا الإطار”، وزاد موضحا: “كانت هناك مجهودات في إطار صندوق التصدي لوباء كورونا، إذ تم تجهيز عدد من المستشفيات بوحدات وأسرة، لكنها تظل غير كافية”.

ونبه الطبيب ذاته إلى أن “الارتفاع بصيغة مضطردة للحالات الحرجة يرفع من التحديات المطروحة أمام الأطر الصحية”، مفيدا بأن “كل مريض كوفيد في حالة حرجة يتطلب توفر ممرضين وطبيب يسهرون على علاجه وإنعاشه لتجاوز مرحلة الخطر”.

كما أشار إبراهيمي إلى أن “المنظومة الصحية تعرف أيضا خصاصا كبيرا في الموارد البشرية، إذ تتم الاستعانة بطلبة الطب والممرضين في طور التدريب”، مشددا على ضرورة “إعداد المنظومة الصحية ومواكبتها”، ومطالبا بضرورة التوظيف وإشراك الأطر الذين هم في عطالة.

كما نبه المتحدث إلى أن “المستشفيات الميدانية ساهمت بشكل كبير في محاصرة الوباء، لكن ظل هناك خصاص كبير في الأسرة المجهزة”.

يذكر أن أجهزة التنفس الاصطناعي باتت عملة نادرة اليوم في العالم، وتُستخدم في أقسام الإنعاش لفائدة المصابين بوباء “كورونا”.

وسارعت كبريات الشركات العالمية إلى إنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي في ظل الانتشار الواسع لمرض “كوفيد-19″، الذي يتسبب في ضيق بالتنفس. كما أعلنت العديد من الدول احتياجها إلى هذا النوع من الأجهزة التي قد تحدد فرص الحياة والموت لآلاف الأشخاص.

hespress.com