تسبّب الحجر الصحي والبيانات المتدفقة من المغرب وخارجه، المرتبطة بتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا في القارات الخمس، في التأثير سلبا على الحالة النفسية بشريحة كبيرة من الأفراد؛ من ضمنهم المغاربة، لكن في الوقت نفسه أعادت الجائحة الاعتبار للروابط الأسرية.

واعتبرت نادية الشرقاوي، الاختصاصية في الأمراض النفسية، أن الحجر الصحي الذي طبق في المغرب كان له تأثير واضح على الجانب النفسي للمغاربة، خاصة في ظل الحد من التواصل المباشر مع باقي الأشخاص والبقاء في المنزل لساعات طويلة.

وأوضحت الشرقاوي، في الندوة التي نظمتها مؤسسة “التجاري وفا بنك” حول التأثيرات النفسية للحجر الصحي على المغاربة، أن المراهقين يعتبرون من أكثر الفئات التي تأثرت نفسيا نتيجة تطبيق الطوارئ الصحية خلال الشهرين المنصرمين عبر أرجاء المملكة.

وقالت الاختصاصية في الأمراض النفسية إن “هذا التأثير ناتج عن القطع مع العلاقات الاجتماعية المباشرة مع الأصدقاء والمعارف وزملاء الدراسة، في الوقت الذي طغى فيه العالم الافتراضي في كل التعاملات اليومية المعتادة، ومن ضمنها الدراسة والتواصل الاجتماعي”.

من جهته، أكد الطبيب والمحلل النفسي هاشم طيال أن المغاربة وجدوا أنفسهم مضطرين للتأقلم مع وضع غير معتاد بتاتا، وتمثل في الحجر الصحي، وعندما تطول مدة هذا الحجر فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على التوازن النفسي للشخص.

وأوضح المتحدث أن التزام الشخص بالمكوث في المنزل لمدة طويلة لا يوجد في معايير العيش التي اعتادها في حياته اليومية؛ وهو ما يتسبب في ظهور ضغوط نفسية كبيرة، تؤثر في الغالب على الحالة النفسية الداخلية للفرد.

واستطرد المحلل النفساني قائلا: “في مقابل كل هذا، لاحظنا عودة الروابط الأسرية التي تقوم بشكل كبير خلال هذه الفترة؛ وهو ما يستدعي من الجميع استغلال هذه الفرصة للمحافظة عليها مستقبلا”.

hespress.com