وجه حسن الخطاب، المعتقل السلفي السابق، مجموعة من “رسائل النصح” إلى محمد حاجب، المعتقل بدوره ضمن قضايا الإرهاب والتطرف، على ضوء الاتهامات التي يُكيلها لمؤسسات البلد، داعيا إياه إلى احترام “حرمة الأشخاص”، وعدم سبّهم والإساءة إليهم.

وأفاد الخطاب، من خلال شريط مرئي، بأن “بعض الرويبضة هاجموا هذا البلد الأمين، ومؤسساته ومقدساته، بشيء من الكذب والافتراء، حيث زعموا أنهم تعرضوا لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان داخل السجون والمعتقلات، ومنهم من طلب اللجوء السياسي إلى أوروبا”.

وأوضح أمير تنظيم جماعة “أنصار المهدي” التي تم تفكيكها سنة 2006: “الوطنية لا تباع ولا تشترى، فإذا كنت مسلما تزعم أنك على منهج رسول الله، وأنك اعتقلت وابتلاك الله عز وجل، كان من الواجب أن تصبر وتحتسب، لكن أن تقيم الدنيا وتقعدها على أساس تعويض مادي أو غير ذلك فأعتقد أن هذا من سوء المنهج وسوء فهم المرحلة”.

وتابع المتحدث ذاته شارحا: “فمن باب النصح لهؤلاء الشباب والرجال، وحتى النساء، نقول لهم إن هذا البلد على مر التاريخ ظل بلد انفتاح وتسامح، يجمع في طياته مجموعة من المكونات العرقية والإيديولوجية، وفيه مختلف الألسن والثقافات التي تعايشت على مر التاريخ، وشاءت الأقدار أن يبقى على المنوال نفسه”.

وأورد المعتقل السلفي السابق: “محمد حاجب يعرفني وأعرفه، فقد عرفني في المحنة، وعرفته أيضا في المحنة، لكن أعاتبه كأخ أكبر على تلك التصريحات التي تخرج أحيانا عن لباقة النصح، لمّا يقوم ويطعن في أشخاص، ويسب أشخاص معينين”.

“لست محاميا لأحد، ولكن من باب النصح والأخلاق أننا لا نتعرض لأشخاص كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول فيهم: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ والبعض منهم مات فيسب، والميت له حرمة، كما يقول الله عز وجل في القرآن الكريم: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولتُسألون عما كانوا يعملون”، يستطرد الخطاب.

وأضاف المعتقل السابق: “مازالت أتذكر لما أتوا بي من السجن المركزي بالقنيطرة، فوجدتك أمامي في سجن سلا 2، برفقة عبد القادر بلعيرج، حيث توطدت العلاقة بيننا، وكنت تقول إنك على منهج السلف، ومنهج أهل السنة والجماعة، لكن أهل السنة والجماعة لا يسبون الأشخاص، ولا يعيّرونهم بالألفاظ النابية، بل قال الله عز وجل فيهم: ‘ومن أحسن قولا ممن دعا الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين’، وقال الله فيهم أيضا: ‘وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم’”.

وأشار الشريط المرئي، الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، إلى أن “الرسول لم يكن سبابا ولا لعانا، ذلك أن النبي يقول إذا كنت مظلوما فارفع مظلوميتك”، موردا: “اشك فهناك مؤسسات داخل البلد، واشك إلى الله؛ لكن أن تتعرض بالشتم.. لا أحاكم أحدا لكنها نصيحة من أخيك الأكبر، وقل فيّ ما تشاء، فأنا أتتبع كلامك وكلام الناس الذين يدغدغون العواطف خطوة خطوة وكلمة كلمة، وإذا كان معك الحق قلنا معك الحق، وإذا كان معك باطل قلنا خالفت هنا وأحسنت هنا”.

وأكد المعتقل السياق أن ذلك يندرج ضمن “واجب النصح كمواطن في هذا البلد”، ثم زاد: “الآن كنْشوفو الحرب من برا والداخل.. ميمكنش نسَكتو على الباطل، يلا كان كلامك حق حنا معاك أخي، لكن أن يكون كلاما باطلا، وتتعرض بالسب والشتم والإهانة لشخصيات عامة داخل البلاد أو شخصيات سياسية… حيث قال الله عز وجل في حق بني آدم في سورة الإسراء: ‘ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا’”، ومضى مسترسلا: “تتجرأ على سب أشخاص، ونزع الآدمية منهم، وإعطائهم صفات الحيوانات والأوباش، أهذا منهج السلف في النصح؟ لا ليس كذلك.. أعرفك جيدا، وأن ما حملك على ذلك لعله ضيم، لكن كلنا لدينا ضيم في بيوتنا، ومع أولادنا، وزوجاتنا، وإخوتنا، وعائلتنا، وبلادنا، لكن ذلك لا يعطيني الحق في قذف وسب الأشخاص”.

وختم المتحدث الشريط بالقول: “لم يأخذوا العبرة من التاريخ، فقد تخاصموا مع البلاد، لكنها احتضنتهم، فمنهم من كان وزيرا أولا مثل اليوسفي رحمه الله، لأن هذه بلادنا، والمطلوب أن نمنحها حتى دمنا، ولا نعطي الفرصة للآخر، فجلالة الملك كانت له الجرأة لكي يقول كانت هناك خروقات في تدبير الملف”، خالصا: “المغرب ليس جنة ولا جهنم، لكنه أفضل بكثير من مجموعة من الدول التي تعرف انتهاكات بالجملة، ولا أحد يجرؤ على قولها، فلماذا يقع هذا في المغرب الآن؟”.

hespress.com