كثيراً ما تختلط التقاليد المجتمعية بالدين الإسلامي عندما يتحدث الفرد المغربي عن التربية الجنسية، حيث يَعمد البعض إلى تحريم فِعل العلاقة الجنسية، بل يرى في الجنس “غريزة قذرة”، مما أدى إلى طغيان توجه شعبي عام يقاوم إدراج التربية الجنسية ضمن المقررات الدراسية.

وعلاقة بذلك، يعتبر لحسن بن ابراهيم السكنفل، رئيس المجلس العلمي للصخيرات تمارة، أن “الجنس غريزة إنسانية لأن الإنسان جسد وروح، نفس وعقل، مما يجعلها مسألة طبيعية تحدث عنها القرآن”، مبرزا أن “التربية الجنسية يجب أن تُضبط وفق ضوابط الشرع حتى تؤدي العملية الدور الذي خُلق من أجله الإنسان، وهو دور التوالد”.

وأوضح السكنفل أن “جميع الأبناء جاؤوا إلى الدنيا بهذه الطريقة التي تجمع الزوج والزوجة”، لافتا الانتباه إلى “أهمية التربية في تصحيح المفاهيم، فالعلاقة ليست عيباً أو حراماً، بل هي طبيعية لأن الأبناء يفترض أن يتعرفوا على أجسادهم، وكذا وظيفة الجهاز التناسلي لكل جنس”.

وانتقد رئيس المجلس العلمي للصخيرات تمارة “القمع” الذي يتعرض له الأبناء حينما يستفسرون آباءهم أو أمهاتهم عن بعض المسائل الجنسية، موردا أن “الأمر عبارة عن خطأ كبير لأن الابن إن لم يعرفها عبر الأسرة سيطلع عليها عبر الشارع بطريقة مبتذلة، ذلك أن النصوص القرآنية والحديثية تتضمن الملامح الكبرى للتربية الجنسية”.

وتابع السكنفل شارحاً: “منهاج التربية الجنسية يجب أن تكون له ضوابط، عبر استحضار مختلف التخصصات لوضع دليل يتضمن الشرع والعلوم الاجتماعية والجوانب الطبية، ويكون موجها إلى الأبناء، موازاة مع إخضاع الأساتذة لتكوين خاص حتى يوصلوا المادة العلمية في ذلك المنهاج إلى التلاميذ بطريقة بعيدة عن الغرائبية”.

“الأمر في حد ذاته مستعجل، نظرا للواقع الذي نعيشه، بسبب الاعتداءات على الأطفال، سواء من أقارب أو أناس مفروض فيهم أن يكونوا مربين، سواء تعلق الأمر بفقيه أو مدرس”، يضيف المتحدث ذاته، الذي أشار إلى “الدور الأساسي للأسرة، مما يتطلب رفع منسوب الوعي لديها”.

وخلص السكنفل إلى أن “الحديث عن الجنس يتم دائما كأنه حاجة قذرة، مما يستدعي إعداد دليل يروم توعية الطفل بجسده ووظائف الجهاز التناسلي”، منبها إلى “وجود أشخاص يفهمون الدين بأنه قمع وكبت، في حين أنه يجيب عن كل الأسئلة”.

hespress.com