تحدّ جديد تواجهه السلطات المغربية بعد إعلان ظهور إصابات جديدة بالسلالة المتحورة لفيروس “كورونا” في مدينة الداخلة، وهو ما يحتم على الدولة اتخاذ تدابير استعجالية لاحتواء الوضع، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي له خصوصياته، إن على المستوى الرّوحي أو على المستوى التجاري.

وأعادت السلطات العمومية فرض الإغلاق التّام في مدينة الداخلة، مع منع كل التجمعات، وإلزامية ارتداء الكمامات، ومنع التنقل من وإلى المدينة، بينما وضعت الحالات المكتشفة السلطات في استنفار للتطبيق الصارم لإجراءات الإغلاق.

وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة تمديد حظر التنقل الليلي لمدة أسبوعين إضافيين، ابتداء من الثلاثاء، مع الإبقاء على الإجراءات الاحترازية، على أن يبدأ الحظر من الساعة التاسعة ليلاً وينتهي في السادسة من صباح اليوم التالي، في إطار مجهودات تطويق رقعة انتشار الوباء، والحد من انعكاساته السلبية.

ومن المرتقب أن تصل إلى المغرب جرعات جديدة من لقاح “كورونا” بعد فترة شهد فيها نظام إمدادات الحقن الطّبية تراجعا طفيفا، بسبب مضاربات بعض الدّول على مصادر اللقاحات، سواء في أوروبا أو آسيا، وهو ما حتّم على السلطات الصّحية المغربية تنويع الشّركاء والانفتاح على شركات جديدة.

ويشير مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى أن “السلالات المتحورة خطيرة وتعرف انتشارا مهولا بين المواطنين، وهو ما يحتم على السلطات الاستمرار في الإجراءات الاحترازية لتقييد مجال انتشار الفيروس”، مبرزا أن “الفيروس إذا انتشر أكثر بين الناس فإن ذلك سيشكل خطرا على الصحة العامة”.

وشدّد البروفيسور الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “انتشار السلالات المتحورة بين المواطنين يعني العودة إلى 2 مارس 2020″، مبرزا أن “على المواطنين المغاربة الحرص على احترام الإجراءات الاحترازية والوقائية حتى لا تتفشى الموجة الثالثة”، وموردا أنّ “شهر رمضان هو شهر عبادة ولا يمكن أن يؤخذ كذريعة لانتشار الفيروس”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “قرار تخفيف الإجراءات الاحترازية رهين بالحالة الوبائية في المغرب”، لافتا الانتباه إلى أن “كل أسبوع يتم إصدار تقرير حول الحالة الوبائية في المغرب”، وتابع موضحا: “التخفيف خلال شهر رمضان رهين باستقرار الحالة الوبائية”.

ومعلوم أن التلقيح همّ في البداية أساسا الذين يشتغلون في الصفوف الأمامية (أطر صحية وأمنية وتعليمية)، على أن تعطى الأولوية أيضا للمصابين بأمراض مزمنة والذين يعانون الهشاشة الصحية، بينما سيتم تعميم التلقيح في مرحلة ثالثة على البالغين من العمر أزيد من 44 سنة، ثم يعمم بعد ذلك على باقي الفئات العمرية.

hespress.com