تحولت قبلة العديد من الشبان واليافعين المغاربة إلى قنوات تعلم اللغات الأجنبية، على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، حيث يحاول العديدون استدراك نقائصهم في هذا المجال قبيل مباشرة الموسم الدراسي المرتقب.

ويتابع شبان مغاربة قنوات محددة، وطنية ودولية، لتعلم اللغات، خصوصا الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، التي تلاقي اهتماما كبيرا، بعد إغلاق أغلب مراكز تعلم اللغات بسبب مخاوف تفشي فيروس “كوفيد-19” في صفوف المتمدرسين.

ورغم أن إشكالية بيداغوجيا العملية التعلمية تبقى عائقا حقيقيا أمام تلقين المعارف، فإن تبسيط المعلومات ودمج عملية التعلم باللهجة الدارجة أحيانا يساعدان على إيصال الرسالة إلى الجمهور العريض، الذي يجد صعوبة في التحصيل داخل القسم.

ويأمل الآباء والمتعلمون، على حد سواء، استدراك النقائص، ومواكبة التغيرات التي أتى بها القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والذي دخل حيز التنفيذ قبيل الدخول المدرسي الحالي بالمغرب.

ومنذ المصادقة على القانون الإطار، الذي جعل المواد تدرس باللغات الأجنبية بالتناوب، مع التركيز على اللغة الفرنسية ابتداء من المستوى السادس ابتدائي، خرجت عدة قنوات على شبكات الإنترنيت تدعي تقديم دروس للمتعلمين، يقول الفاعل التربوي عبد الوهاب السحيمي.

ويضيف السحيمي “الخطير أن أصحاب هذه القنوات ولهاجس ربحي محض، يقدمون أنفسهم بأنهم قادرون على تحقيق المستحيل بتعليم اللغات للتلاميذ وضبطها في سرعة قياسية، وأن لا حاجة لهم بمدرس ولا بمدرسة”.

ويوضح الفاعل التربوي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “ما يقوم به هؤلاء المتطفلون خطير جدا على مستقبل الأطفال، إذ رأينا جميعا الكارثة التي تسببت فيها هذه القنوات خلال امتحانات الباكالوريا السابقة في مادة الرياضيات، حيث استغلت تلك القنوات فترة الحجر الصحي وكانت تقدم بوسائل إغرائية قوية”.

وأضاف السحيمي أن تلك القنوات “تقدم عروضا للمتعلمين، مدعية بأنها قادرة على ضمان ضبط دروس الرياضيات بسرعة قياسية، من دون منهجية ولا بيداغوجيا ولا أي شيء، لكن يوم الامتحان وقعت الكارثة، حيث عجز معظم المرشحين على حل التمارين التي كانت في المتناول”.

وأوضح الفاعل التربوي ذاته أن تعلم اللغات يخضع لمنهجية وبيداغوجيا معدة من طرف خبراء، تعتمد منذ السنوات الأولى لتعلم اللغة حتى المستويات العليا، مضيفا أن المتعلم لا يمكنه أبدا أن يكتسب لغة بالطريقة التي تقدم على قنوات الإنترنيت.

وطالب السحيمي الآباء بمراقبة أبنائهم، مضيفا أن التحصيل وتعلم اللغات يكونان في الفصل مع المراجعة والتتبع في المنازل باستعمال الكتب وعموم المراجع التي تحترم منهجيات التعلم، و”أي توجه غير هذا سيؤدي لا محالة إلى نتائج عكسية ستعصف بمستقبل الأبناء”، يقول السحيمي.

hespress.com