اختتمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الجاري، جلسة تعليمية افتراضية لفائدة عدد من الأطباء المغاربة حول زيادة استعمال العلاج الإشعاعي لسرطان عنق الرحم.

وحسب المعطيات التي نشرتها الوكالة، فإن سرطان عنق الرحم يعد مشكلة صحية عامة كبرى في جميع أنحاء العالم، حيث تم تشخيص ما يقرب من 600 ألف حالة إصابة جديدة و340 ألف حالة وفاة عبر العالم.

وفي المغرب، يمثل سرطان عنق الرحم ثاني أكثر أنواع السرطانات توترا وفتكا بين النساء، كما أنه غالبا ما يتم تشخيصه في مرحلة متقدمة وبالتالي صعوبة علاجه، حسب معطيات الوكالة الدولية.

وركزت الجلسة التعليمية التي نظمتها الوكالة لفائدة المغرب على استخدام كل من العلاج الإشعاعي الخارجي والمعالجة الكثبية؛ وهو علاج إشعاعي موضعي يسمح بإيصال جرعة دقيقة إلى الورم وتجنب الأنسجة السليمة، مما يمنح العديد من المرضى فرصة كبيرة للشفاء والتعافي بآثار جانبية أقل.

وتندرج هذه الجلسة التعليمية التحسيسية في إطار برنامج الأمم المتحدة المشترك الخاص بالوقاية من سرطان عنق الرحم ومكافحته، والذي تشارك فيه سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة تعمل معا لمواجهة تحدي سرطان عنق الرحم بدءا من الوقاية والتشخيص وصولا إلى العلاج.

ويعتبر المغرب من الدول الأعضاء الست المشاركة في هذا البرنامج المشترك للأمم المتحدة، وقد نجح منذ سنة 2016 في إعداد برنامج وطني مستدامة وعالي الجودة لمكافحة سرطان عنق الرحم.

وشارك في الجلسة التعليمية التي نظمتها الوكالة أكثر من 75 مشاركا مع خمس جهات مغربية عن طريق تقنية التناظر المرئي، وتضمنت محاضرات حول العلاج الإشعاعي لسرطان عنق الرحم ونحت الأورام وتقييم خطة العلاج.

وقالت مي عبد الوهاب، مديرة قسم الصحة البشرية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول هذه الجلسات، إن “العلاج الإشعاعي طريقة حاسمة في علاج سرطان عنق الرحم، ويستخدم في مراحل مختلفة بدءا من علاج المرض إلى تهدئة الأعراض”.

من جهته، قال نور الدين بن جعفر، رئيس قسم العلاج الإشعاعي للأورام بالرباط الذي شارك في هذا الحدث، إن هذه الجلسة مفيدة للأطباء المغاربة الذين يمارسون المعالجة الكثبية لسرطان عنق الرحم الشائع جدا في المغرب.

وتخطط الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتنظيم جلسات تعليمية مماثلة مع دول أخرى لزيادة القدرة على تقديم العلاج الإشعاعي؛ وهو ما سيمكن من إنقاذ حياة النساء المصابات بسرطان عنق الرحم في جميع أنحاء العالم.

hespress.com