الجمعة 22 ماي 2020 – 11:05
بعد سنوات من العمل الصّوفي تحلّق خلالها آلاف المريدين حولها، تحتاج الزاوية الكركرية اليوم إلى اعتراف رسمي بها كزاوية صوفية مغربية؛ لأنّ ذلك سيجنّبها “كل الصعوبات التي تواجهها في أداء دورها على مستوى الدبلوماسية ذات التأثير الروحي في البلاد، وفي كل أنحاء العالم، خصوصا على مستوى القارة الإفريقية”.
وفي رسالة مفتوحة حول الزاوية الكركرية وجّهتها مؤسسة الجائزة الإفريقية إلى وزير الأوقاف والشّؤون الإسلامية، عدّدت إسهاماتها كطريقة صوفية مغربية إفريقية، قبل أن تستدرك قائلة إنّها تتأسّف لما تواجهه حاليا من مشكل عويص هو “عقوبة طالتها في إطار عملية تمديد لمقر زاويتها الواقعة بمدينة العروي، ضواحي الناظور”.
وقالت الرسالة إنّ مشكل الزاوية هذا نتج عن “خطأ في خطة التعديل المرخص بها التي تتطلب مبلغًا ضخمًا لتسويتها”.
وذكرت الرسالة المفتوحة إلى وزير الأوقاف أنّ “جيلنا الإفريقي الجديد في أمس الحاجة إلى استعادة قيمِه، وأصالته”، وهو ما تسهِم به بشكل قوي “المدارس الصوفية”، التي “تقوم بتكوين مجاني أثبتت التجربة أنه الدرع الواقي ضد التجنيد الديني أو الثقافي الفاقد للأسس الصحيحة”.
ودعت الرسالة أحمد التوفيق إلى دعم “الطريقة الكركرية في انتشارها الدولي، الذي يمثل قيمة رائعة تخدم أولا وقبل كل شيء التنمية البشرية”، مذكّرة بحفاظ المملكة على وحدتها “بفضل القيم الصوفية والروحية، وخصائصها الدينية التي عززت دائما هويتها على مدى قرون، وقد تمكن بلدنا السعيد تدريجياً وبمنهجية واضحة من القضاء على الأطروحات الإيديولوجية الخاطئة التي تولّد الفكر الظلامي المتطرف”.
وذكرت الرسالة أنّ الطريقة الصوفية الكركرية معروفة على الصعيد الدولي عند كبار العلماء في شتى الدول على غرار تونس، وتركيا، ومصر، وموريتانيا، والولايات المتحدة، وبأنّها “تمارس أنشطتها الروحية كجمعية صوفية وفق القوانين الجاري بها العمل”، علما أنّها “تتبع منهجا صوفيا في تربية مريديها، متصل السند بالوليّ الكبير سيدي عبد السلام بن مشيش، ومتَّصلا بكبار السادة الصوفية المغاربة العظماء”.
واسترسلت الرسالة المفتوحة متحدّثة عمّا صار عليه المغرب من “مرجع مهم على مستوى السياسات المتعلقة بالشأن الديني”، وما ظهرت حقيقته من قوةِ في “العلاقة القائمة بين الملك وشعبه، التي تحقق منها العالم مرة أخرى في الآونة الأخيرة، من خلال العمل الرائع الذي تم بتعليمات وحكمة جلالة الملك محمد السادس للسيطرة على جائحة كورونا؛ حيث عرفت البلاد بأكملها تعبئة شاملة مدهشة، ولا سيما على مستوى الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا”.
وأضافت الرسالة أنّ “هذه القيم النبيلة التي تحث على الدفاع عن الوطن وحبه والتضحية من أجله وحب التربية الروحية، هي التي تجسد اليوم حقيقة وواقع مملكة توجهت بحزم نحو الحداثة والديمقراطية والتنمية البشرية”.
كما جدّدت الرسالة التأكيد على إسهام الزوايا في هذا الصّرح من خلال “الدور المحوري الذي تلعبه دائما في الحفاظ على الوحدة الترابية”، وقيامها بـ”تربية المواطن على مكارم الأخلاق؛ مثل الصدق والإخلاص والشجاعة والصبر والإخلاص للوطن ووحدته الإقليمية”، موردة أن “التاريخ الروحي للمغرب له عظمة لا يمكن إنكارها، يتأكد أكثر فأكثر، من خلال الدور الذي لعبه الملك كمرشد روحي، وقائد للمؤمنين في جميع أنحاء إفريقيا”.