كشف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اليوم الثلاثاء، أن عملية التلقيح ضد وباء كورونا تحظى بعناية من الملك محمد السادس الذي ترأس جلسة عمل لهذه الغاية، مشيرا إلى أنه “تنفيذا لهذه التعليمات، اتخذت الحكومة تدابير استباقية لضمان التزود باللقاح لتمكين المملكة من الكميات الكافية”.
العثماني الذي كان يتحدث في جلسة عمومية بمجلس المستشارين حول الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد وباء كورونا، وضمن مبررات تأخر اللقاح، قال إن “القدرة الإنتاجية للقاح في العالم محدودة، مقابل حجم الطلب الكبير”، مضيفا: “رغم تطوير اللقاحات في وقت قياسي، فالشركات المصنعة تسارع الزمن لتلبية الطلب العالمي الذي يصل إلى 10 مليارات جرعة”.
وشدد العثماني على أنه “من الطبيعي أن تقوم الدول المطورة للقاحات باقتناء أولى الجرعات المنتجة لنفسها”، موردا “أن البعض لجأ إلى المضاربة من أجل شراء اللقاحات بأثمنة تتجاوز ضعفها بخمس مرات، أو أكثر، وهذه ظروف ندرة عالمية تشكو منها جل الدول”.
وتبع رئيس الحكومة بأن “التلقيح لا يمكن الاعتماد عليه وحيدا لأنه ليس معزولا أو مستقلا، وليس نهاية المطاف لمحاربة الجائحة”، معتبرا أنه “حلقة ضمن سلسلة مستمرة للتعاطي مع الوباء ضمن الإجراءات التي اعتمدها المغرب، سواء القانونية أو الصحية أو غيرها”.
وواصل قائلا إن “التلقيح يعد من حلقات مكافحة هذا الوباء، وهي لن تكون الحلقة الأخيرة، كما يتعين أن تواكبها وتعقبها إجراءات أخرى من أجل تحصين المكاسب وتفادي الانتكاسة”، مشيرا إلى وجود تصور متكامل للبرنامج الوطني للتلقيح ضد وباء كورونا، بدءا من عملية اقتناء اللقاح، مرورا بتخزينه ونقله وتوزيعه بطريقة آمنة في مختلف أرجاء الوطن، وانتهاء بإجراء عملية التلقيح وتتبع الحالات، بما يمكن من وتوفير كافة شروط إنجاح هذا الورش الوطني الكبير وتحقيق الأهداف المرجوة منه.
وجوابا على تساؤلات حول موعد الشروع في عملية التلقيح، قال العثماني: “هناك من يتحدث عن تأخر في انطلاق هذه العملية، كما تناسلت الكثير من الشكوك والشائعات حول هذه الأمر”، نافيا وجود أي خلاف بين أعضاء اللجنة العلمية ووزير الصحة حول خيارات التلقيح، مؤكدا أنه “خبر زائف ولا خلاف بينهم”.
رئيس الحكمة أكد فعالية اللقاح وخلوه من الآثار الجانبية، لأن المهم أولا هو صحة المواطنين ونجاح عملية التلقيح وتحقيق أهدافها، موضحا أن المغرب عمل على إبرام اتفاقيات خاصة باللقاح مبكرا، كما وضعت الحكومة برنامجا محكما للتلقيح، غير أن الشروع في هذه العملية الوطنية يبقى رهينا بالوضعية العالمية لتصنيع اللقاحات وتسليمها.
وأعلن رئيس الحكومة أن “المغرب على أتم الاستعداد لإنجاح هذه العملية، وستُعطى الانطلاقة الرسمية للحملة بمجرد توصلنا باللقاحات، والجهات المختصة تتابع يوميا الموضوع مع المزودين”، مبرزا أن “ظهور سلالات جديدة للفيروس في العالم، كما هو الشأن بالنسبة للطفرة التي وقعت في بريطانيا، لن يكون له تأثير على فعالية اللقاح وإجرائه بشكل طبيعي”.