الأربعاء 28 أكتوبر 2020 – 09:00
رغم عودة التّشديد في عدد من جهات المملكة، بسبب تزايد وتيرة انتشار فيروس “كورونا” وسط المواطنين، تصرّ العديد من الأسر المغربية على السّفر عند ذويها لقضاء عيد المولد النّبوي وسط أجواء العائلة، مستغلةً بذلك تزامن المناسبة الدّينية مع العطلة الدّراسية.
ولم تمنع قرارات الإغلاق والتشديد التي باشرتها السّلطات المحلية والمركزية خلال الفترة الأخيرة الأسر المغربية من السّفر عند ذويها بمناسبة عيد المولد النّبوي، الذي يحل في ظروف استثنائية هذه السّنة.
وفي العاصمة الرّباط، دبّت الحياة من جديد في محطة “القامرة”، حيث توافد منذ ساعات الصّباح الأولى العديد من المواطنين بحثا عن حافلة تقلهم إلى وجهاتهم. ووفقا لما عاينته هسبريس، غاصت محطة “القامرة” بالمسافرين تزامنا مع العطلة الدراسية التي انطلقت بداية الأسبوع الجاري.
وتراهن السّلطات العمومية على عدم تكرار “سيناريو” العيد الفائت الذي تفجّرت معه آلاف الحالات، بعدما تنقل مواطنون يحملون الفيروس إلى مناطق ومدن كانت بعيدة عن الجائحة.
وعادت “سدود” الأمن والدّرك الملكي إلى تحصين مداخل المدن من كل وافد من مناطق “موبوءة”، إذ يطلب الأمنيون من المواطنين الإدلاء ببطاقات الهوية، وفي بعض الحالات رخص التنقل الاستثنائية والغرض من السّفر.
وللمرة الأولى على مستوى المملكة، تغيب أجواء الاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي التي تحل بعد غد الخميس، إذ شددت السلطات مراقبتها للمحلات التجارية والمرافق العمومية التي تشهد في الغالب اكتظاظا خلال هذه الفترة من السنة.
وبات المغرب يسجل أرقاما مهولة من حيث الإصابات بالفيروس الذي يواصل تحطيم التوقعات الرسمية والمهنية، بتسجيله آلاف الإصابات المؤكدة وسط المغاربة، وهو ما جعل السلطات تشدد إجراءات الوقاية للحد من انتشاره.
ويتخوّف المغرب من العودة إلى إجراءات الإغلاق التّام التي كانت أعقبت ظهور الفيروس التّاجي في المملكة، بسبب تداعيات ذلك على الاقتصاد الوطني؛ غير أنّ سرعة انتشار الوباء وسطَ المغاربة وضعف المنظومة الصّحية في البلاد قد يدفعان إلى تطبيق أحد أصعب الخيارات التي تملكها الدّولة لمواجهة الفيروس.
وتؤكّد مصادر رسمية أن “عدد الحالات الإيجابية ارتفع منذ متوسط شهر يوليوز، أي منذ بداية رفع الحجر الصحي بالمغرب”، مضيفة أنه بعد استقرار سريع لمعدل الإصابة الأسبوعي خلال نهاية شهر غشت عاد المعدل إلى الارتفاع بشكل كبير وسريع.