بينما يوشك شهر دجنبر على الانتهاء دون الشروع بعد في تطعيم المغاربة باللقاح المضاد لفيروس كورونا، بعدما راج أن العملية ستبدأ أواخر الشهر الجاري، لا يزال سبب التأخر غير واضح في ظل صمْت وزارة الصحة والحكومة عن الموضوع.

وبيْن مرجّح أن سبب تأخر وصول اللقاح الصيني إلى المملكة راجع إلى إجراءات تقنية وإدارية، ومن يُرجع الأمر إلى أسباب لوجستيكية نظرا للعدد الكبير من اللقاحات التي سيجري استيرادها في البداية من الصين، فإنّ مختصين يستبعدون ذلك ويرون أن المغرب جاهز من هذه الناحية.

رياض برايدة، مهندس دولة في اللوجستيك، قال إن المغرب كان سيواجه عوائق في الجانب المتعلق باللوجستيك لو قرر اعتماد اللقاحات التي يتطلب تخزينَها درجة حرارة منخفضة جدا تتراوح ما بين ناقص 70 وناقص 80 درجة مئوية، بينما يمكن تخزين لقاح شركة “سينوفارم” الصينية في درجة حرارة ما بين زائد 2 وزائد 8 درجات.

وأوضح المهندس المغربي المتخصص في اللوجستيك، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المغرب راكم على مدى عقود تجربة طويلة في مجال التعامل مع اللقاحات العادية، التي لا تختلف شروط تخزينها عن شروط التخزين التي يتطلبها اللقاح الصيني المرتقب أن يطعّم به المغاربة.

وشرعت عدد من الدول في تلقيح مواطنيها ضد فيروس كورونا، بينما لا يزال موعد انطلاق عملية التلقيح في المغرب غير معروف، حتى بالنسبة لوزير الصحة الذي قال في حوار صحافي الأسبوع الماضي إنه لا علْم له بموعد وصول اللقاح الصيني إلى المغرب.

واستبعد المهندس رياض برايدة أن يكون سبب تأخر استيراد المغرب للقاح من الصين راجعا إلى عدم استعداده لوجستيكيا، مرجّحا أن يكون ناجما عن الحصول على التراخيص المطلوبة وفق المساطر التي يتبعها المغرب في أي عملية لاستيراد اللقاحات.

من جهة ثانية، نبّه برايدة إلى أن على السلطات الصحية أن تأخذ بعين الاعتبار إمكانية ضياع جرعات من اللقاح، فرغم أن اللقاح الصيني يمكن حفظه في درجة حرارة عادية، إلا أنه قد يفسُد في حال وقع خلل في أنظمة التبريد، أو بسبب عدم احترام البروتوكول المتعلق بعملية الشحن والتوزيع، وهو ما يتطلب، يردف المتحدث، توفير مخزون كاف لتعويض الجرعات التي قد تضيع.

hespress.com