في انضباط عسكري تام، يواصل الفوج الأول للتلميذات الضباط، للسنة الثانية على التوالي، تكوينه الجامعي والعسكري داخل الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، فوج تعزز بفوج ثان، مطلع الموسم الجامعي الجاري، ليكرس بذلك حضور العنصر النسوي داخل هذه المؤسسة العسكرية العريقة.

فعلى قدم المساواة مع الذكور، تخضع عشرات التلميذات الضباط من الفوجين لتكوين جامعي وعسكري صارم وهن يتطلعن إلى الالتحاق بالسلاح البري بالقوات المسلحة الملكية المغربية، وتحمل المسؤولية العسكرية في الميدان، بعد إنهاء تكوينهن الجامعي والعسكري.

ولم يسجل أي انسحاب في صفوف التلميذات الضباط من الفوجين، حيث ما فتئت تؤكد جميعهن قدرتهن على تحمل التداريب العسكرية الشاقة والتمارين الرياضية المختلفة، فضلا عن تحقيقهن لنتائج باهرة على مستوى التكوين الجامعي.

إعداد أكاديمي يهم عدة علوم، وتدريب عسكري متكامل يشمل تمارين التعامل مع مختلف الأسلحة، ذلك الذي تخضع له التلميذات الضباط، مثل زملائهن الذكور؛ لأجل تأهيلهن للحصول على شهادة للتخرج تمكنهن من الانخراط في صفوف القوات البرية الملكية المغربية بكفاءة واقتدار.

حلم الالتحاق بالأكاديمية الملكية العسكرية، الذي كان قبل سنوات حكرا على الذكور، صار منذ سنتين في متناول الإناث، حيث كانت إيمان بركان واحدة من تلميذات الفوج الأول اللواتي تم قبولهن بهذه المؤسسة العريقة بعد نجاحها في الامتحان المخصص لذلك.

إيمان بركان، التلميذة، حاليا، بالسنة الثانية بسلك الضباط، أصبحت اليوم تسند إليها مهمة الإشراف على قيادة مجموعة من التلميذات والتلاميذ الضباط، لتتقاسم معهم خبراتها ومهاراتها العسكرية المكتسبة، وذلك بكل اقتدار وأمام أعين كبار الضباط والمؤطرين بالأكاديمية الملكية العسكرية.

“استطاعت المرأة بكفاءتها ومؤهلاتها الوقوف جنبا إلى جنب مع الرجل ومنافسته في شتى المجالات، بما في ذلك المجال العسكري الذي كان لصعوبته حكرا على الذكور”، تقول التلميذة الضابط إيمان بركان، مبرزة أن “التحاق الإناث بالأكاديمية الملكية العسكرية يشكل فخرا ومجدا للمرأة المغربية ككل”.

وأضافت بركان متحدثة لهسبريس أنها، باعتبارها من التلميذات الضباط في هذه المؤسسة العسكرية، تزاول كل الأنشطة التكوينية إلى جانب التلاميذ الضباط الذكور، مشيرة إلى أن تكوين الفتاة داخل الأكاديمية العسكرية لا يقتصر على ما هو نظري بل يشمل ما هو تطبيقي وميداني.

“لقد شكل انضمامي إلى صفوف القوات المسلحة الملكية، وخصوصا القوات البرية، تحقيقا لحلم الطفولة الذي سعيت من أجله، واستطعت بلوغه بعد سنوات من الكد والاجتهاد”، تؤكد التلميذة الضابط إيمان بركان.

من جانبها، قالت التلميذة الضابط شيماء اليقوتي إنها حلمت، منذ طفولتها، بأن تكون امرأة قوية وقادرة على الدفاع عن الوطن ومؤسساته، مبرزة أنها فخورة بانضمامها إلى الأكاديمية الملكية العسكرية، والاستفادة على يد نخبة من المؤطرين من تكوين علمي وبدني وعسكري متكامل.

وأضافت الشابة شيماء لهسبريس: “سأنضم إلى القوات المسلحة الملكية، وذلك بعد أن اخترت الالتحاق بالأكاديمية الملكية العسكرية عن حب؛ من أجل الدفاع، بشرف، عن شعارنا الخالد: الله، الوطن، الملك”.

يشار إلى أن التكوين بسلك الضباط بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس يدوم 4 سنوات في شعب مختلفة، يحصل بعدها المستفيدون، من الجنسين، على شهادة الدراسات الجامعية والعسكرية، ويتخرجون برتبة ملازم ثان.

hespress.com