وجّه الكاتب المغربي سعيد ناشيد اتهاما صريحا إلى حزب العدالة والتنمية بحبْك سيناريو عزله من وظيفته كأستاذ في مدينة سطات، من أجل إجهاض مشروعه الفكري الذي يناقض المشروع الفكري للحزب المتزعم للتحالف الحكومي.
ونشر الكاتب سعيد ناشيد، الذي يشتغل أستاذا للفلسفة، تفاصيل قصة تعرضه لـ”ضربات عصيبة بسبب أفكاره، إلى حد أنه مُنع من مغادرة التراب الوطني قصد المشاركة في ندوات دولية، قبل أن يتم فصْله من عمله”.
ووفق ما أورده الكاتب المغربي في منشور لقي تفاعلا كبيرا فإن الضربات تلقاها منذ فترة حكومة التناوب، حيث تمكن من الحصول على منصب مدير تربوي في إحدى إصلاحيات المغرب، وذلك بعد أن وقع وزير التربية الوطنية على قرار التعيين، في إطار شراكة مع وزارة العدل، “لكن القرار اختفى في طريقه إلي بلا أثر”، على حد قوله.
وواصل ناشيد عمل كأستاذ للفلسفة، وبالموازاة خاض غمار الكتابة والتأليف، إذ أصدر كتابه الأول “الاختيار العلماني وأسطورة النموذج”، ثم كتاب “قلق في العقيدة”، فكان أن قررت المديرية الإقليمية لوزارة التربية بسطات إعادته إلى التدريس في الابتدائي بالبادية بدعوى سد الخصاص.
ويضيف الكاتب المغربي أنه عانى، لاحقا، من مشاكل صحية أفقدته القدرة المشي لمدة عام ونصف، جراء إصابته بثلاث انزلاقات غضروفية في العمود الفقري، وقدم ملفا متكاملا معززا بتقارير طبية من أجل تمكينه من التقاعد لأسباب صحية، غير أن طلبه رُفض، “بدون مبرر طبيعي”.
ويقول الكاتب المغربي إنه عاش ظروفا عصيبة، موردا: “كافحت من أجل التقاعد لأسباب صحية، وكافحت من أجل حق مغادرة التراب الوطني للمشاركة في المؤتمرات التي استدعى إليها، وكافحت من أجل حلحلة وضعي بأي شكل من الأشكال، لكن دون جدوى”، ويضيف أن “الضربة الأكثر قسوة” التي تلقاها جاءت حين استدعاه المدير الإقليمي بسطات إلى مكتبه، فوجد معه شخصا آخر، سيعرف في ما بعد أنه أحد أبرز مسؤولي حزب العدالة والتنمية في المنطقة، “ليُخبرني (المدير الإقليمي) أمام مسامعه بأنه سيُحيلني على أنظار المجلس التأديبي، لأن المريض كما قال لا يحق له أن يكتب أو ينشر أي شيء، بل يجب أن يتناول الدواء وينام”، يزيد ساردا.
وفي تصريح لهسبريس، قال المتحدث إن استدعاءه من طرف المدير الإقليمي بسطات “كان النقطة التي أفاضت الكأس والمشهد الأساسي الذي يبيّن السيناريوهات المخدومة لفصلي من وظيفتي”، متهما حزب العدالة والتنمية بحبك هذا السيناريو، كما جاء على لسانه.
ويضيف ناشيد: “مباشرة راسلتُ وزير التربية الوطنية، من أجل فتح تحقيق في النازلة، كوني تعرضت للتهديد داخل مكتب المدير الإقليمي وبحضور شخص من رموز الحزب الذي يعرف الرأي العام أنني على خلاف فكري معه (يقصد العدالة والتنمية)، مع احترامي للأشخاص”.
وبعد بضعة شهور، يردف ناشيد في حديثه لهسبريس، تم استدعاؤه للمثول أمام المجلس التأديبي، مشيرا إلى أن المدير الإقليمي هو الذي عيّن الأعضاء الإداريين للمجلس، ولم يحضر ممثلا نقابتين ضمن اللجان الثنائية التي تمثل النقابات، “وحضر فقط ممثلو العدالة والتنمية”، على حد تعبيره.
وأردف المتحدث بأن المجلس التأديبي لم يجد أي مستند يستند إليه لمعاقبته، مثل رأي الرؤساء المباشرين في العمل؛ “لأنه لا يوجد أي تقرير أو ملاحظة سلبية من طرف أحد رؤسائي المباشرين في حقي، ولم يسبق لي أن توصلت بأي استفسار ولا تنبيه ولا توبيخ إطلاقا، ولا حتى يوم غياب غير مبرر عن العمل”.
وذهب ناشيد إلى القول: “لم يجدوا أي ثغرة من أجل معاقبتي فلجؤوا إلى تلفيق تهمة استغلال الشواهد الطبية لغير العلاج، وهذا يتماشى مع التهديد الذي قيل لي من طرف المدير الإقليمي بحضور المسؤول في العدالة والتنمية (اللي مريض ما خصوش يكتب، ما خصوش يْحاضر. خصو يشرب الدوا ديالو وينعس)”.
ويتهم الكاتب المغرب بشكل مباشر حزب العدالة والتنمية بـ”حبك سيناريو فصله من وظيفته”، قائلا: “الشخص الذي حضر في مكتب المدير الإقليمي هو أحد رموز العدالة والتنمية بسطات، لكنه كان موجَّها télécommandé من طرف صقور الحزب، والدليل على ذلك أن السي العثماني صادق على قرار عزلي بدون حد أدنى للعدل، فقط رغبة في أن أتضرر ماديا وربما نفسيا وأن أتخلى عن مشروعي الفكري”.