يعيش العديد من الكسابة، تزامنا مع قرب عيد الأضحى، على وقع الترقب وانتظار ما ستقرره السلطات المختصة بخصوص استعمال “الكراجات” بالمدن، لعرض سلعهم على غرار السنوات الماضية، بالرغم من تداعيات جائحة كورونا.

وفِي الوقت الذي يعيش فيه الفلاحون والكسابة مشاكل عديدة منذ ظهور هذه الجائحة، وما خلفته من تداعيات على توفير العلف للماشية، فإن الإكراهات تتزايد مع دنو عيد الأضحى، خصوصا إذا ما تم منعهم من التنقل صوب المدن وكراء محلات لعرض سلعهم كما جرت عليه العادة في الأعوام السابقة.

وأعرب العديد من الكسابة عن قلقهم البالغ من إمكانية منعهم من التنقل صوب المدن الكبرى على غرار الدار البيضاء ومراكش والرباط، حيث سيتكبدون خسائر مالية كبيرة تعمق أزمتهم التي تخبطوا فيها طوال الفترة الماضية.

وكشف بعض الكسابة من ضواحي الدار البيضاء، الذين اعتادوا على التنقل صوب العاصمة الاقتصادية، أنهم ما زالوا ينتظرون قرارا من لدن السلطات يسمح لهم بكراء “كراجات” بالمدينة خلال هذه الفترة، لبيع الأغنام على غرار السنوات الماضية.

وأكد هؤلاء الكسابة، في حديثهم لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن عدم السماح لهم بالتنقل صوب الدار البيضاء وكراء هذه “الكراجات” سيفاقم وضعيتهم المادية، التي تدهورت في هذه الفترة مع الطوارئ الصحية، معتبرين أن إحداث أسواق إضافية لن ينهي القلق الذي يساورهم.

ودعا الكسابة السلطات المختصة وممثلي وزارة الداخلية إلى السماح لهم بالتنقل إلى مدينة الدار البيضاء لتعويض الخسائر التي يمكن أن تنجم عن بقائهم في مناطقهم، مشددين على أنهم سيساهمون من خلال “الكراجات” في التخفيف من تنقل البيضاويين إلى مناطق أخرى لاقتناء أضحية العيد.

وكشف مصدر من السلطات المحلية بالدار البيضاء أن قرار فتح “الكراجات” لفائدة الكسابة لم يتم الترخيص له بعد، لافتا إلى أن الجهات الوصية ستعمل على تشديد المراقبة واتباع التعليمات الصحية الاحترازية من فيروس كورونا، في حالة صدور قرار يسمح لهم بذلك.

وكانت كل من وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أعلنتا رسميا الاستعدادات للاحتفال بعيد الأضحى، مطالبتين جميع المهنيين والفاعلين المعنيين بالتدابير اللازمة التي يجب اتخاذها لضمان الظروف الصحية المناسبة في سياق جائحة “كوفيد 19”.

وقال بلاغ لوزارة الفلاحة إنه وجب التأكيد على مراعاة تدابير وقائية إضافية على مستوى جل مراحل السلسلة في سياق الظروف الحالية المرتبطة بتفشي جائحة “كوفيد 19″، إضافة إلى تدابير رصد وتتبع الحالة الصحية للحيوانات وشروط الصحة والنظافة.

وأكدت الوزارة ذاتها إحداث أسواق مؤقتة إضافية لتعزيز الأسواق الموجودة خلال فترة عيد الأضحى، مشيرة إلى تعزيز تدابير المراقبة على نقل الحيوانات المخصصة للعيد في جميع أنحاء التراب الوطني.

hespress.com