رصدت المختبرات المغربية دخول 24 متحورا جديدا لفيروس “كورونا” من السلالة البريطانية إلى البلاد، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن جهاز المراقبة الجينومية لم يكتشف حتى الآن أي نوع من السلالة الجنوب إفريقية أو البرازيلية بالمغرب.
وباتت السلالات المتحورة الجديدة من الفيروس تُرعب العالم، ودفعت العديد من الدول إلى تشديد إجراءات الحجر الصحي وقيود السفر، وذلك تفاديا لتفشي موجة جديدة من الوباء، خصوصا أن هذه السلالات تنتقل بشكل أسرع بين البشر.
وأوضح مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن تمديد حالة الطوارئ والإجراءات الاحترازية بالمغرب يأتي لتفادي تفشي سلالات جديدة، مضيفا أنه رغم تراجع إصابات “كورونا” إلا أن تمديد الحكومة الإجراءات الاحترازية قرار صائب وعلى المواطنين احترامه.
وطمأن الدكتور عفيف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن اللقاحات التي يعتمدها المغرب حاليا، سواء أسترازينيكا أو سينوفارم، فعالة وناجعة ضد السلالة البريطانية الموجودة في البلاد، مشيرا إلى أن فعالية اللقاح تنقص مع سلالتي جنوب إفريقيا والبرازيل، وهو ما يفرض الصمود أكثر في احترام التدابير الوقائية.
وشدد البروفيسور المغربي على ضرورة الاستمرار في احترام التدابير الوقائية إلى غاية وصول المملكة إلى تحقيق مناعة جماعية بتلقيح 80 بالمائة من الساكنة، مشيرا إلى أن القرار الذي اتخذته الدولة بشأن تلقيح الأشخاص البالغين 75 سنة فما فوق ثم بعدها 65 سنة، والموجودين في “الصفوف الأمامية،” هدفه حماية هذه الفئات الأكثر عرضة للإصابة بـ”كوفيد 19″ وبالسلالات الجديدة.
وأشار المصدر ذاته إلى إن ائتلاف المختبرات الوطنية الذي تتوفر عليه وزارة الصحة اليوم خطوة مهمة من أجل اليقظة الوبائية ضد السلالات المتحورة، داعيا أي مواطن التقى بمواطنين من الخارج، وأحس بأعراض مرضية، إلى التوجه إلى المصالح الطبية.
وحول بلاغ وزارة الصحة الذي تحدث عن اكتشاف 21 تحورا جديدا للسلالة البريطانية من طورونا، دون توضيحات، ذكر الدكتور عفيف أن المهم في البلاغ هو إعلان وجود طفرات جديدة في السلالات، وتحديدا البريطانية، ثم الدعوة إلى المزيد من الحيطة والحذر تجنبا لتفشي هذه السلالات في البلاد.
وأورد عضو لجنة التلقيح التابعة لوزارة الصحة أن السلالة البريطانية التي جرى اكتشافها في المغرب معدية بنسبة 70 بالمائة أكثر من الفيروس الأصلي، ما يعني أنه في حالة تطورها لتصبح أكثر شراسة فإن الضغط على مصالح الإنعاش سيزداد.
وأعلنت تونس، يوم أمس السبت، تسجيل أول وفاة بسلالة محلية متحورة من فيروس كورونا تم إعلان اكتشافها، ويتعلق الأمر برجل يبلغ 70 عاما ويعاني من عدة أمراض مزمنة؛ من بينها السكري وضغط الدم وأمراض القلب.
وفي ظل عدم وجود أي معطيات علمية واضحة حول طبيعة السلالات الجديدة فإن العالم يتسابق من أجل الحصول على “مناعة القطيع”؛ عبر تطعيم أكبر عدد من المتواجدين في كل بلد.