
بآمال تنتعش رويدا رويدا، يستمر ترقب المغاربة لقرارات السلطات العمومية بشأن تخفيف مرتقب للتدابير الوقائية، عقب توالي الأرقام المفرحة، ووعود الحكومة بالتنفيس عن قطاعات خدماتية واجتماعية عديدة، ترتبط في أذهان المواطنين بالعودة إلى الحياة الطبيعية.
وتراهن شرائح واسعة على أن تمتد الحياة الطبيعية إلى ساعة متأخرة من الليل، وأن تعود المقاهي والفضاءات المشتركة للاشتغال، في أفق استمرار عملية التطعيم لإنهاء الأزمة الصحية الراهنة، واستئناف الطقوس اليومية التي غابت منذ أزيد من سنة.
وتُظهر النشرة الوبائية اليومية، منذ بداية الأسبوع الجاري، تراجعا مهما في الوفيات التي أصبحت تعد على رؤوس الأصابع، فضلا عن انخفاض عدد الحالات الحرجة التي تلج أقسام العناية المركزة بالمستشفيات، بينما لا يتم تسجيل أي حالة إصابة ببعض الجهات في اليوم الواحد.
وتتخوف السلطات الصحية من احتمال انتقال الفيروس من تمركزات وبائية مثل الدار البيضاء وطنجة إلى مناطق أخرى تعافت كليا من الفيروس؛ وهو ما دفعها إلى الإبقاء على الإجراءات الاحترازية، سواء تعلق الأمر بحظر التجول الليلي من الثامنة أو تشديد التنقل بين المدن.
وقال مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن “إمكانية عودة بعض أجواء الحياة الطبيعية محتمل، خصوصا أن الأرقام ليست مخيفة، لكن في المقابل هي كذلك غير مطمئنة، وتقتضي الانتباه جيدا”.
وأكد الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو التلقيح، مضيفا أنه يلزم تطعيم 70 في المائة من المواطنين، أما في ظل الوضع الراهن فالحماية محدودة، مطالبا باحترام التدابير الاحترازية المعمول بها.
وأشار البروفيسور إلى وجود مدن تسجل فيها صفر حالة، لكن بمرور الأيام تعود أدوات الرصد لطرح أرقام الإصابات، وهذا يعني، وفق الناجي، صعوبة محاصرة الفيروس أو الجزم بالسماح للناس بعيش حياتهم الطبيعية.
وبخصوص الوضعية الوبائية الراهنة، ثمن مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء استقرارها، وامتداد اللقاح نحو فئات عمرية أخرى، مضيفا أن “اللقاحات هي السبيل الوحيد للخروج من الوضع الراهن، لكن من الصعب، للأسف، الحصول عليها دفعة واحدة”.