انتظارات محكومة بالزمن، باتت تطبع علاقة المغاربة بفيروس “كورونا”؛ فأمام وعود خالد آيت الطالب، وزير الصحة، باجتياز شهر رمضان في أجواء مثالية، ينسحب فيها الفيروس بشكل نهائي، بعد عملية التلقيح، تُطرح أسئلة كثيرة بالعودة إلى وتيرة البرنامج المسطر، والوصول إلى العدد المطلوب.
وإلى حدود اللحظة، لا تزال فكرة اجتياز رمضان خال من تداعيات فيروس “كورونا” مراودة للمغاربة بشكل مستمر؛ لكن دنو الآجال وحلول الشهر في بدايات أبريل يجعلان وعود وزارة الصحة صعبة التحقق، خصوصا بظهور حالات إصابات بالنسخة الجديدة من “كورونا” وانتشارها في دول عديدة عبر العالم.
وأعلنت وزارة الصحة، الأحد، أن عدد المستفيدات والمستفيدين من التلقيح ضد فيروس “كورونا” وصل مليونين و447 ألفا و716 شخصا (الجرعة الأولى)، كما أوضحت في النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ(كوفيد-19) أن عدد المستفيدات والمستفيدين من الجرعة الثانية من التلقيح بلغ 13 ألفا و476 شخصا.
وتشكل النسخ المتحورة للفيروس التاجي هاجسا حقيقيا للسلطات الصحية في كافة البقاع، خصوصا أن البلدان وضعت إستراتيجيات لوقف زحف النسخة التقليدية من “كورونا”؛ وهو ما يطرح على المغرب بدوره، الراغب في إنهاء الأزمة الحالية مع حلول شهر رمضان (9 – 10 أبريل).
ويعتقد مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، أنه وفق البرنامج المسطر فالعملية ناجحة، وسيجتاز الناس شهر رمضان في ظروف جيدة؛ لكن هذا مرتبط بمدى التزام شركات اللقاح بتزويد المغرب بالجرعات، منبها من الرغبة العالمية في الحصول على اللقاحات وضغط اللوبيات.
وأضاف الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن المغرب عليه أن يصل إلى مناعة جماعية تقدر بـ70 في المائة، وهذا يتطلب تلقي جرعتين وليس واحدة فقط، مؤكدا أن المؤشرات الوبائية إيجابية بتقلص معدل الإصابة والإماتة؛ لكن هذا الوضع لا يمنع من الانتباه والالتزام الدائم بالتدابير الوقائية (غسل الأيدي ووضع الكمامات واحترام التباعد الجسدي).
وأشار الخبير المغربي إلى أن الخطر قائم على الدوام، والبداية من توافد المصابين بالسلالات الجديدة من الفيروس، مسجلا أهمية تسريع وتيرة اللقاحات، ثم العمل الجاد على استمرارية الإستراتيجية وتفادي التراخي، وزاد: المغرب على الطريق الصحيح إلى حدود اللحظة؛ لكن الاستمرارية ضرورية لضمان النجاح.