تحل اليوم السبت الذكرى الثامنة عشرة لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهي مناسبة يحيي فيها الشعب المغربي الفرحة التي عاشها يوم 8 ماي 2003، اليوم الذي أشرقت فيه جنبات القصر الملكي العامر بميلاد ولي العهد، الذي اختار له الملك محمد السادس اسم مولاي الحسن.

وتشكل هذه الذكرى مناسبة يستحضر فيها الشعب المغربي الاحتفالات البهيجة التي أعقبت الإعلان عن ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بدءا بإطلاق المدفعية 101 طلقة احتفاء بالمولود السعيد، والتدفق التلقائي للمواطنين على ساحة المشور السعيد بالقصر الملكي بالرباط لمباركة هذا الحدث الكبير، وصولا إلى حفل العقيقة الذي أقيم في 15 ماي 2003 وتم الاحتفال به في كافة مدن المملكة.

وقد جاء إطلاق اسم مولاي الحسن على ولي العهد، تعبيرا عن قيم ومبادئ الوفاء لملكين عظيمين في تاريخ البلاد هما السلطان مولاي الحسن الأول والمغفور له الملك الحسن الثاني، وتجسيدا لاستمرارية العرش العلوي واستقرار البلاد وتماسكها عبر التاريخ.

وينطوي تخليد ذكرى ميلاد ولي العهد على رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة؛ فهو تعبير عن الاستمرارية التي تطبع تاريخ الدولة العلوية الشريفة، التي حافظ ملوكها، طيلة أزيد من ثلاثة قرون، على القيم والمبادئ التي تأسست من أجلها، ألا وهي الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله وصيانة مقدساته، التي يجسدها شعار المملكة “الله الوطن الملك”.

ولذلك، فإن الاحتفال بهذه الذكرى يجسد أروع صورة لتمسك الأمة، على اختلاف مكوناتها، بمبدأ الوفاء للعرش العلوي والحرص على استمراريته، من خلال نظام التوارث والبيعة الشرعية لملك البلاد، أمير المؤمنين حامي حمى الوطن والدين.

والواقع، فإن الاحتفال بهذه الذكرى السعيدة ما هو إلا تأكيد على ما لمؤسسة ولاية العهد من أهمية جليلة داخل أركان الدولة ونظام الحكم؛ ذلك أن ولاية العهد تعد من النظم الإسلامية العريقة، حيث تتلخص مقاصدها الشرعية في التأكيد على ضمان استمرار الدولة في شخص الملك واستمرار مقومات الدين في شخص أمير المؤمنين.

كما تتمثل الأهمية الكبيرة التي تحظى بها مؤسسة ولاية العهد في الحرص الموصول على تنشئته في ظل أحسن الظروف، ووفق برامج مخصصة للتربية والتكوين.

وتشكل مشاركة الشعب المغربي الأسرة الملكية احتفالها بهذا الحدث السعيد، عربونا على أواصر التلاحم والترابط التي ظلت على الدوام تجمع العرش بالشعب، وتأكيدا على تعلق هذا الأخير بقائد الأمة الملك محمد السادس، ضامن وحدة البلاد وتماسكها واستقرارها وتطورها ونموها، وذلك بفضل الجهود التي ما فتئ يبذلها من خلال الأوراش الكبرى المفتوحة على جميع الأصعدة لبناء مغرب الغد.

ويعد هذا الحدث السعيد مناسبة لاستحضار الأنشطة البارزة التي قام بها ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الذي حصل في شهر يوليوز الماضي على شهادة البكالوريا-دورة 2020 “خيار دولي”، مسلك “علوم اقتصادية واجتماعية”، بميزة “حسن جدا.”

وفي 30 شتنبر 2019، مثل ولي العهد الأمير مولاي الحسن في باريس الملك محمد السادس في المراسم الرسمية لتشييع جثمان الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، التي أقيمت في كنيسة سان سولبيس.

كما حضر ولي العهد الأمير مولاي الحسن في قصر الإليزيه، خلال اليوم نفسه، مأدبة غداء أقامها رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون على شرف رؤساء الدول والحكومات الذين حضروا مراسم تشييع جثمان الرئيس الراحل جاك شيراك.

وفي 22 شتنبر 2019، ترأس ولي العهد الأمير مولاي الحسن بحلبة المدرسة الملكية للخيالة بتمارة، حفل تسليم الجائزة الكبرى للملك محمد السادس للمباراة الرسمية للقفز على الحواجز.

وبأمر من الملك محمد السادس، استقبل ولي العهد الأمير مولاي الحسن في 22 غشت 2019 بقصر الضيافة بالرباط، الأطفال المقدسيين المشاركين في الدورة الـ12 للمخيم الصيفي، الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الرعاية السامية للملك رئيس لجنة القدس.

وفي 28 يونيو 2019، مثل ولي العهد الأمير مولاي الحسن الملك محمد السادس بإقليم الفحص-أنجرة (جهة طنجة -تطوان الحسيمة) في حفل إطلاق العمليات المينائية لميناء طنجة المتوسط 2، وهي منصة ستمكن من تحويل المركب المينائي طنجة المتوسط إلى ميناء رائد على مستوى البحر الأبيض المتوسط.

وبأمر من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأس ولي العهد الأمير مولاي الحسن في 26 يونيو 2019 بالكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بالقنيطرة، حفل تخرج الفوج الـ19 للسلك العالي للدفاع والفوج الـ53 لسلك الأركان.

وبتاريخ 14 ماي 2019 وبأمر من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأس ولي العهد الأمير مولاي الحسن بنادي الضباط بالرباط، مأدبة فطور-عشاء أقامها الملك بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية.

وهكذا، فقد أضحت ذكرى ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن مناسبة سعيدة تحتفل بها كل مكونات الشعب المغربي، وتعبر من خلالها عن مشاطرة الأسرة الملكية الشريفة أفراحها ومسراتها، وتجدد بالمناسبة آيات الولاء والإخلاص للملك محمد السادس.

hespress.com