
قال عبد الكريم مزيان بلفقيه، رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، اليوم الثلاثاء بالرباط، إنه تم تسجيل انخفاض طفيف في حالات الإصابة بفيروس “كوفيد-19” المسجلة بثمان جهات بالمملكة؛ وذلك بنسبة 4,2 في المائة خلال الأسبوعين الأخيرين.
وأوضح بلفقيه، في تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة بالحالة الوبائية لجائحة “كوفيد-19” للفترة ما بين 14 و26 أبريل الجاري، أن هذا الانخفاض في حالات الإصابة الجديدة سجل في جهات فاس ـ مكناس وكلميم ـ واد نون وبني ملال ـ خنيفرة وطنجةـ تطوان ـ الحسيمة ومراكش ـ آسفي وسوس ـ ماسة والرباط ـ سلا ـ القنيطرة والدار البيضاء ـ سطات.
وأبرز أن هذا التراجع يأتي بعد ارتفاع دام سبعة أسابيع، ويوضح جليا جدوى الإجراءات الاحترازية المتخذة مؤخرا، ومدى احترامها من لدن المواطنين.
وأشار إلى أن جهات أخرى عرفت بالمقابل ارتفاعا في عدد الحالات الإيجابية مقارنة بين الأسبوعين الأخيرين. ويتعلق الأمر بجهات الشرق، والعيون ـ الساقية الحمراء، ودرعةـ تافيلالت، والداخلة ـ وادي الذهب.
وانتقل عدد الحالات النشطة، وفقا للمسؤول الصحي، من 4736 حالة نشطة منذ أسبوعين إلى 5109 حالات نشطة يوم أمس الاثنين، أي بارتفاع ناهز زائد 8 في المائة؛ فيما سجل عدد الحالات الحرجة التي يتم استشفائها في أقسام العناية المركزة انخفاضا بنسبة -12,2 في المائة خلال المدة نفسها، حيث انتقلت من 444 إلى 390 حالة حرجة يوم أمس.
وبخصوص التطور الأسبوعي للمعدل اليومي للحالات بأقسام الإنعاش تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، أوضح مزيان بلفقيه أن هذا المعدل عرف هو الآخر تحسنا مسترسلا على مدى الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وعرف مؤشر التكاثر والتوالد على الصعيد الوطني، من جهته، انخفاضا ملحوظا في قيمته، حيث سجل خلال الأسبوعين الماضيين مستويين أقل من الواحد، وحددت قيمته في 0,95 في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي هذا الصدد، ذكر بأن المخطط الوطني لمكافحة جائحة “كوفيد-19” يطمح، عبر أهدافه المسطرة، إلى تخفيض هذا المؤشر إلى قيمة أقل من 0,7.
وفي معرض حديثه عن منحنى الوفيات الأسبوعي، أبرز المسؤول الصحي أنه عرف ارتفاعا طفيفا بنسبة 4,4 في المائة؛ فيما عرف معدل الإصابة الأسبوعي انخفاضا طفيفا خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث مر من 10,8 إلى 9,8 حالة لكل 100 ألف نسمة في الأسبوع الأخير.
وشدد على أن هذه المعطيات والمؤشرات الوبائية المسجلة خلال الأسبوعين الفارطين “يمكن أن توحي لنا، وللوهلة الأولى، ببوادر تحسن في الوضعية الوبائية ببلادنا؛ لكنها، وفي الوقت نفسه، تلزمنا باتخاذ المزيد من الحيطة والحذر، واحترام الإجراءات الإدارية والاحترازية المتخذة حفاظا على المكتسبات”.
وأبرز أن عدد الحالات الإيجابية المؤكدة بلغ، إلى حدود مساء يوم الاثنين 26 أبريل الجاري، ما مجموعه 509465 حالة، أي بمعدل إصابة تراكمي يقارب 1400 حالة لكل 100 ألف نسمة. كما أوضح أن هذه النسب والمؤشرات تمنح المملكة الرتبة الـ39 عالميا، والثانية إفريقيا بالنسبة إلى عدد الحالات الإيجابية.
وأضاف أن عدد حالات الوفاة بلغ، إلى حدود يوم أمس الاثنين، 8999 حالة وفاة، بنسبة إماتة تقارب 1,8 في المائة على الصعيد الوطني مقابل 2,1 في المائة على المستوى العالمي، مذكرا أن المغرب يحتل المرتبة الـ43 عالميا والرابعة إفريقيا بالنسبة إلى عدد الوفيات المسجلة.
من جهة أخرى، أبرز المسؤول الصحي أن نسبة الشفاء المسجلة تستمر في مستوى مرتفع قارب 97,2 في المائة، حيث وصلت عدد حالات التعافي 495408 حالات.
وأمام هذه البوادر الإيجابية للوضع الوبائي بالمملكة، أكد المسؤول أن وزارة الصحة تناشد جميع المواطنات والمواطنين المزيد من الاحترام والتقيد بالتدابير الوقائية خلال هذا الشهر الفضيل، ومواصلة المجهودات المبذولة والحرص على اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية قصد الحد من انتشار هذه الجائحة.
وفي ما يخص تطور منحنى الوفيات الأسبوعي العالمي في الأسبوعين الأخيرين، فقد سجل، حسب مزيان بلفقيه، ارتفاعا بنسبة 5 في المائة، مشيرا إلى أن أكبر ارتفاع تم تسجيله بدول شرق آسيا بنسبة 81 في المائة؛ بينما عرفت الأمريكيتان وإفريقيا وغرب المحيط الهادي انخفاضا في معدل الوفيات.
وبخصوص السلالات الجديدة لفيروس “كوفيد-19″، قال المسؤول، استنادا إلى معطيات المنظمة العالمية للصحة، إن انتشار السلالة البريطانية الجديدة يستمر في أكثر من 137 بلدا موزعا على القارات الخمس؛ بينما وصلت السلالة الجنوب الإفريقية إلى أكثر من 85 بلدا، في حين سجل تواجد السلالة البرازيلية في 52 بلدا.