يعتزم المغرب التفاعل مع المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة التطرف الديني ومكافحة الإرهاب؛ إذ جاءت فكرة نشر قيم الإسلام وتفكيك الخطاب المتطرف من قبل الرابطة المحمدية للعلماء، ولمواجهة النشاط الكبير للجهاديين الذين يطلقون خطابات متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر “مؤثرين إيجابيين” سيكونون مستقلين عن المؤسسة.

وفي هذا الإطار، قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابط المحمدية للعلماء، في حديث لهسبريس: “انتبهنا قبل ثلاث سنوات إلى أن أماكن وجود الشباب هي مواقع التواصل الاجتماعي؛ فحتى إن كانوا في الفصل الدراسي أو مع العائلة، يكون عقلهم مع فيسبوك وانستغرام وغيرها من المواقع”.

وتحدث عبادي عن وجود تأثير متبادل لدى الجيل الجديد، مفيدا بأن هذه الدينامية برزت مع ظهور رواد لهم تأثير أكبر من غيرهم وحسابات تتجاوز 260 مليون متابع أو 280 مليونا.

وبحسب المتحدث، فإن الآلية التي اعتمدتها الرابطة تستند إلى ثلاث دعامات: خطاب يعانق انتظارات الشباب، ولغة واضحة، وعناصر الجاذبية المتمثلة في جمالية الطرح.

وقال عبادي: “يجب بناء هذه العناصر”، موردا أن “الحديث عن التحصين والوقاية لم يعد ممكنا في هذه المنظومة، والحل الوحيد هو بناء جهاز مناعة وجداني فكري”.

وشدد الأمين العام للرابط المحمدية للعلماء على أهمية أن يكون “خطاب التمنيع مشغولا ومتملكا لقضية من القضايا، همه الدفاع عنها واكتساب معلومات جديدة”.

وأشار إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الكبرى في الجانب البحثي والعلمي؛ إذ “يمكن أن يكون لها دور الاصطفاف مع الشباب بشكل وظيفي”، متحدثا عن نوع من “الشراكة غير الخاضعة للوصاية عن طريق شراكة إيجابية ومواكبة وليس وصاية وتلقينا وإملاء”.

وأوضح عبادي أن برنامج الرابطة مبني على ثلاثة أبعاد؛ أولها فكري مضموني يجب أن يكون خاضعا للتكوين، ثم بعد وجداني مرتبط بالإبداعية. وأوضح أنه تم التعاون في هذا الإطار مع اختصاصيين في علم النفس حول كيفية إطلاق هذه الإبداعية لتجعل الريادة للشباب.

أما البعد الثالث، وفق عبادي، فهو البعد التقني، وهو مرتبط بكيفية إعداد الحسابات والمنتوج الرقمي.

وتحدث الأمين العام للرابط المحمدية للعلماء عن خوض الرابطة تجربة ناجحة مع جامعة الأخوين، كاشفا أنه سيتم الاشتغال مستقبلا مع جامعة محمد الخامس.

أما ما وصفه عبادي بـ”الوصفة السرية”، فهو مركز الفطرة الذي انطلق قبل عشر سنوات للمواكبة والتنشئة، واستقبل أطفالا في سن الخامسة باتوا اليوم مؤثرين بدورهم.

hespress.com