وافق المغرب على الاستخدام الطارئ للقاح “أسترازينيكا” الذي تم تطويره بالاشتراك مع جامعة أكسفورد البريطانية؛ فقد كشفت وزارة الصحة، أمس الأربعاء، أنها قررت منح تصريح مؤقت للاستخدام العاجل للقاح أسترازينيكا ضد فيروس “كورونا”.
وخلال الشهر الماضي، أعلنت الحكومة المغربية أنها طلبت 65 مليون جرعة من لقاحات COVID-19 من شركة Sinopharm الصينية وشركة AstraZeneca البريطانية. بينما تؤكد السّلطات المغربية أنها لم تتوصل لحدود اليوم بأي لقاح، وبالتّالي فإن تاريخ بدء عملية التطعيم ما زال يشوبه “ضباب”.
وفقًا لوثائق الترخيص، سيتم إعطاء لقاح AstraZeneca على جرعتين بفاصل زمني يتراوح بين أربعة أسابيع و12 أسبوعًا. وتأتي هذه الموافقة في الوقت الذي وصلت فيه الاستعدادات لطرح اللقاح المغربي “مراحل متقدمة”، حسب وزارة الصحة. بينما لم يتم الإعلان عن موعد الإطلاق.
وكانت المملكة المتحدة أول دولة تسمح باستخدام لقاح Oxford-AstraZeneca لمحاربة Covid-19. هذا اللقاح هو الثاني الذي يحصل على ترخيص من السلطات الصحية البريطانية، بعد لقاح شركة فايزر، الذي يستخدم منذ أوائل دجنبر. بينما سيبدأ التطعيم بلقاح أسترازنيكا هذا الأسبوع.
وأشارت بيانات نشرتها مجلة “Futura-Sciences” إلى أن الفعالية الإجمالية للقاح Oxford-AstraZeneca تبلغ 62٪ عند إعطاء جرعتين.
وهي نسبة أقل مقارنة مع 94٪ للقاح موديرنا و95٪ من فايزر. ومع ذلك، فإن إعطاء جرعة صغيرة أولاً ثم جرعة ثانية كاملة قد يحسن فعاليتها.
وتشير البيانات الأولية من تجربة المرحلة الثالثة إلى أن “هذه الإستراتيجية يمكن أن تحقق فعالية بنسبة 90٪.
ومع ذلك، وفقًا لوكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة (MHRA)، لم يتم “تأكيد هذه النتائج من خلال تحليل شامل”.
ويجب تخزين لقاح أكسفورد في درجة حرارة منخفضة، بينما يجب تخزين لقاح فايزر في درجة حرارة منخفضة جدًا (-75 درجة مئوية) ولقاح موديرنا عند حوالي -20 درجة مئوية. وبالتالي، فإن إدارة وتوزيع لقاح Oxford-AstraZeneca ستكون أكثر فعالية، خاصة بالنسبة للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ويواجه المهنيون الصحيون الذين يعملون، على سبيل المثال، في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أو في جنوب شرق آسيا، مشاكل مرتبطة أساسا بالافتقار إلى البنية التحتية للحفاظ على درجات الحرارة المنخفضة للغاية التي تتطلبها لقاحات شركة Pfizer وModerna.
وبسعر دولارين أو 3 دولارات لكل حقنة، تكون تكلفة جرعة لقاح أسترازينيكا أقل بكثير من تكلفة اللقاحات الرائدة الأخرى.
وفي هذا الصدد، يؤكد البروفيسور مولاي مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بالدار البيضاء، أن “المغرب اختار لقاحين هما لقاح أسترازينيكا ولقاح سينوفارم”، معتبرا أن “عدد الجرعات التي طلبها المغرب (65 مليون جرعة) جعله يتقدم بمجموعة من الطلبات إلى شركات دولية”، مبرزا أنه “لا يمكن لشركة واحدة أن توفر لك 65 مليون جرعة، وبالتالي يجب البحث عن مصادر متنوعة”.
واعتبر الدكتور الناجي، في تصريح لهسبريس، أن “المغرب يتفاوض مع 6 شركات ولا يزال يفتح بات التفاوض مع باقي الشركات؛ لكنه اختار في الأخير لقاحين أثبتت التجارب نجاعتهما وفعاليتهما لمحاربة فيروس كورونا”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “اللقاح سينوفارم قديم؛ وهو لقاح معطل inactivé. أما النوع الثاني، فهو لا يشكل أي خطورة على صحة الإنسان”.