الاثنين 20 يوليوز 2020 – 23:13
بعد ستّة وثلاثين شهرا قضّاها خلف القضبان، عانق الصحافي الزميل حميد المهدوي الحرية اليوم الإثنين، حيث وجد في استقباله بعد خروجه من سجن تيفلت أفراد عائلته وثلة من الحقوقيين وزملائه الصحافيين.
السنوات الثلاث التي قضاها المهدوي خلف أسوار السجن، وقبلها محاكمته التي قالَ إنها “لا تشرّف المغرب”، لم تكن سهلة عليه وعلى أسرته، إذ قال: “عشتُ رعبا أنا وأسرتي”، لكنه أكد أنه واجه قسوة السجن بشجاعة.
وقال المهدوي في حديث لهسبريس، “رغم قساوة السجن عشت داخله بكرامة وعزة نفس، ودافعت عن كرامة الصحافي، وفرضت احترامي عليهم باحترامي للقانون والانضباط، وكان الموظفون يصفونني بأسد السجن ويقولون “انت راجل””.
وأبدى المهدوي تمسّكه بمواقفه ومبادئه التي كان يدافع عنها قبل اعتقاله، ورافقه هاجس الدفاع عن كرامة المغاربة طيلة مدة اعتقاله، كما قال، موضحا: “حين تدافع عن كرامتك فأنت تدافع عن كرامة الشعب”.
ووجه المهدوي انتقادات لاذعة إلى الجهات التي حركت الدعوى ضده واعتقلته، ذاهبا إلى القول “تّكرفصو على الإرادة الشعبية التي تأسست عليها القوانين، وتكرفصو على الدستور، وعندما يُعتدى على القانون فهو اعتداء على الشعب وإرادته”.
وعن محاكمته والتهم الموجهة إليه، قال “عيب داكشي اللي وقعلي فالمحكمة، ولحد الساعة ما زلت لم أصدق أن ذلك وقع في المغرب”، مضيفا: “ما وقع لا علاقة له بالمغرب الذي أعرفه”.
ونفى الصحافي المغربي المثير للجدل عن نفسه التهم التي وجهها إليه القضاء، مشددا على أن غايته من قول الحقيقة هو الرغبة في المساهمة في تحسين الأوضاع بالبلاد، وزاد قائلا: “أنا ملكي حتى النخاع وليس نفاقا، ولا أخرج حين أعبر عن آرائي عن الإطار العام المرسوم”.
ودافع عن المواقف التي كان يعبّر عنها قبل اعتقاله من خلال عمله الصحافي، قائلا: “كنت أفعل ذلك بحس وطني، ولكن في نفس الآن إذا رأيت أشياء غير سوية فعليّ أن أعبر عما أراه وأن أقول الحقيقة، لأن هدفي في نهاية المطاف هو خدمة الصالح العام”.
وعن ظروف الاعتقال داخل السجن قال المهدوي إنه عانى الأمرّين، خاصة عندما كان مريضا ولم تُوفر له الرعاية الطبية، على حد تعبيره، مضيفا: “التامك تكرفص علي، كنت مريضا بمرض جلدي، وهو اشترط أن أرتدي اللباس الجنائي لأستفيد من العلاج”.
وجوابا على سؤال حول أهم درس استفاد منه خلال المدة التي قضاها في السجن، قال المهدوي: “أول شيء استفدته هو أن الشعب المغربي، الله يعمرها دار، ورائع بكل ما تحمل الكلمة من معنى”.
ونوّه المتحدث بعناصر الدرك الملكي الذين قال إنهم عاملوه بشكل جيد أثناء نقله من المحكمة إلى السجن أو العكس، ذاهبا إلى القول: “شيء لا يصدقه العقل، كانوا كيدّيوني ويجيبوني فالصطافيط بلا مينوط”.
نفس الشهادة قالها المهدوي في حق عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مشيرا إلى أنهم لم يصفّدوه، بدورهم، حين نقله من مدينة الحسيمة، كما نوه بموظفي السجن، لكنه استدرك “ليسوا جميعهم، هناك من عاملني بطريقة سيئة، ومنهم واحد أراد أن يصفّدني ويديَّ خلف ظهري كأنني قاتل”.
[embedded content]