لم تعد الجهود الوطنية تقتصر على محاربة الطارئ الصحي العالمي، بل تشمل كذلك التصدّي للأخبار المزيّفة التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، أو ما سمته منظمة الصحة العالمية “الوباء المعلوماتي”، نظراً إلى السيل الجارف من المعلومات على الشبكة العنكبوتية طيلة الفترة الماضية.
ووفرت الأزمة الصحية بيئة خصبة لـ”الوباء المعلوماتي”، الذي يستغل الحاجة الجمعية إلى الحصول على الإيضاحات الرسمية حول الجوانب المتعلقة بـ”كورونا”؛ ما يدفع فئة معينة إلى إطلاق شائعات متكررة من أجل تضليل الرأي العام الوطني في كثير من القضايا والملفات التي تحظى بمتابعة تفاعلية.
وتنتشر مجموعة من الأخبار الكاذبة بشأن وفيات قامات فنية وفكرية وإعلامية وطبية بسبب الإصابة بفيروس “سارس كوف-2″، ليتم تقاسم الخبر على نطاق واسع من طرف نشطاء “الشبكات الافتراضية”، وقد يُتداول حتى على صعيد “السوق الإعلامية” في ظل ضعف أدوات التحقق من المعلومات.
وفي هذا الصدد قال المصطفى أسعد، عضو المختبر المغربي لرصد الأخبار الزائفة، إن “خطورة الأخبار الزائفة تتجلى في غياب حس التدقيق والتحري لدى بعض المؤثرين والصحافيين والمشاهير في حد ذاتهم، نظرا إلى غياب التكوين والتدريب بمجال الأخبار الزائفة”.
وأضاف أسعد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المواطن الصحافي أو المستعمل لوسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا الشعبية منها وليس النخبوية؛ مثل فيسبوك وواتساب، يقوم بإعادة نشر تلك الأخبار بمجرد الاطلاع عليها، أو وصولها إليه بدون بحث أو مجهود”.
وتابع المتحدث موضحا: “نعمل داخل المختبر المغربي لرصد الأخبار الزائفة والمركز المغاربي للإعلام والديمقراطية على التكوين بشكل كبير، خصوصا لدى الصحافيين والمدونين والمؤثرين، لكي يستطيعوا ضبط الآليات التقنية والأخلاقية لكشف الأخبار الزائفة؛ لأن التدقيق المهني يكون له، في بعض الأحايين، رد قوي بشأن توضيح الحقائق”.
وأكد عضو المختبر المغربي لرصد الأخبار الزائفة أن “مستوى درجة الوعي الرقمي أساسي للغاية، وما أضحينا نراه من انتشار سريع للأخبار الكاذبة، وتفشٍّ لبعض الظواهر المخجلة، مثل روتيني اليومي، يعكس صورة واقع مجتمعي رقمي ضعيف فكريا تمكّن بسهولة من التكنولوجية”، مشيرا، أيضا، إلى أن “خطورة الأخبار الزائفة تتجلى في التعدي على الدول والاقتصاديات والأشخاص، حيث تظل القوانين الردعية غير كافية للتصدي لها، نتيجة غياب البعد التربوي والأخلاقي والتعليمي بهذا المجال”.