أمام انتشار توزيع المساعدات خلال المناسبات ذات الصبغة الدينية، تصاحب بعضها عدسات كاميرا، تتوالى الانتقادات المصاحبة لأفعال الإحسان خلال شهر رمضان، تسائل مدى أخلاقية الأفعال وحسن النية وحدود الاستغلال.

وشهدت مدن وقرى المملكة حملات تضامنية واسعة من قبل العديد من المحسنين، خلال الأشهر الماضية، تستهدف الفئات الأكثر هشاشة التي تضررت بشكل مباشر جراء تفشي فيروس “كورونا” وتوقف العديد من المرافق الحيوية في المغرب.

وانتشرت مقاطع عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مسؤولين رفقة معوزين يتسلمون قففا رمضانية وعدسات الكاميرات توثق اللحظة؛ ما خلف انتقادات حادة في صفوف مواطنين لا ينظرون إلى الأفعال باعتبارها مساعدات، وقد تحولت إلى استغلال.

وتبرز عمليات التوزيع أن “قفة رمضان” تحولت إلى علامة للفقر الاجتماعي، نتيجة التغطية الإعلامية الكبيرة التي ترافق العملية؛ ما يؤدي إلى التشهير السلبي بالمستفيدين، كما صارت توظف في الحملات الانتخابية لأغراض سياسية.

علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، أورد أن الأمر ينقسم بين سلوك فاعل سياسي ومدني؛ لكنه يلتقي في رغبة دفينة تريد الظهور، خصوصا في المناسبات الدينية، حيث تتقوى متابعة أخبار الإحسان وفعل الخير.

وأضاف الشعباني، في تصريح لجريدة هسبريس، أن عملية التصوير مرفوضة قطعا، باستحضار عوامل متعددة؛ أولها ثقافة المغاربة التي تشجب تصوير أفعال الخير، خصوصا باستحضار مفاهيم الحرمة والخفاء والتعسف على خصوصيات الناس.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن التنظيمات السياسية عادة ما تكون أهدافها واضحة ومرتبطة بأجندة ومصالح مرتقبة؛ لكن على المستوى المدني من الصعب حسم النقاش بسرعة، وإسقاط التفسير نفسه على جميع المبادرات المدنية.

وأكمل المتحدث تصريحه قائلا: “وجب وقف عمليات التشهير التي تطال عائلات عديدة خلال هذه المناسبات”، منبها إلى ضرورة العودة إلى الثقافة المغربية الأصيلة، والتي تدافع عن التعاون؛ لكن في إطار الكتمان وحفظ كرامة الناس.

hespress.com