يبدو أن “بؤر كورونا” داخل المعامل والوحدات الصناعية فجّرت خلافاً بين خالد آيت الطالب، وزير الصحة، وبين مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي.

فبعد محاولة وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي تبرئة أرباب الوحدات الصناعية بقوله إن المعامل لا تتحمل المسؤولية وحدها في تفريخ “كورونا”، حين قال: “أنا كوزير الصناعة أتساءل أين تتواجد البؤر الصناعية.. هل في المعمل أو النقل أو داخل الأحياء؟”، رد وزير الصحة على ذلك بشكل غير مباشر، وأكد أن المسؤولية تقع على عاتق أرباب العمل حتى لو كان الوباء جاء من خارج الوحدات الصناعية والإنتاجية.

وشدد آيت الطالب، ضمن اجتماع لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، الثلاثاء، على أن الوقاية من الوباء تتطلب الاستمرار في الوقاية الفردية والجماعية، بما في ذلك أرباب العمل، داعيا إياهم إلى المزيد من الانخراط في مواجهة الوباء المتمركز في الوحدات الصناعية.

وأضاف وزير الصحة، في رد غير مباشر على زميله في الحكومة، أن “الإجراءات الوقائية لا تقتصر فقط داخل المعامل، بل على أرباب العمل التكفل والانتباه أيضا إلى حركة العمال” (يقصد في خارج المعامل)، وزاد: “إذا كنت تريد أن تحافظ على إنتاجك واقتصادك فأنت مطالب بالحفاظ على عاملك.. فين كيسكن ومنين كيجي وسيركوي لي كيمشي فيه وشنو هي شروط السلامة”…

وجاء تقطير وزير الصحة الشمع على وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي بعد انفجار بؤر وبائية بشكل غير مسبوق داخل الوحدات الصناعية في المغرب، إذ تجاوز معدل الإصابات في بعض الأحيان بسبب “بؤر المعامل” عتبة 500 حالة في اليوم الواحد، وذلك بعد اكتشاف عدد من البؤر المهنية (كما هو الحال بالنسبة لبؤرة لالة ميمونة ضواحي القنيطرة ومصنع رونو بطنجة ومعامل السمك بآسفي وبجنوب المملكة وغيرها)…

وفي ظل عدم وجود لقاح للوباء، دعا وزير الصحة إلى الإبقاء على اليقظة وتدابير الوقاية ضد “كوفيد 19″، مشيراً إلى احتمال عودة الوباء من الخارج في مرحلة ثانية بعد فتح الحدود.

وأورد وزير الصحة، في جوابه عن إجراءات عودة مغاربة الخارج، أن الحكومة ستعمد إلى تكييف هذه التدابير حسب الوضعية الوبائية في البلاد، مشيرا إلى أنه في حالة فتح الحدود والتأكد من خلوهم من الفيروس فيمكن لهم إجراء الحجر الصحي داخل منازلهم عوض الفنادق.

وزير الصحة رفض الاستهانة بالوباء بعد عودة الحياة بشكل تدريجي إلى طبيعتها، وقال: “وخا نديرو لي درنا لكن مني تمشي وتشوف نمط عيش بعض الناس يستهينون هل فعلا توجد كورونا؟”، وتابع أن الوباء يبقى غامضاً بدليل استمرار انتشاره في فصل الصيف عكس التوقعات السابقة.

وأردف قائلاً: “كنا نتوقع أن تقضي الحرارة على كورونا، لكن الصيف أظهر أنه بات ينتشر بسرعة، رغم أن شراسته تراجعت”، مشددا ضرورة الإبقاء على اليقظة والجاهزية لمواجهة الوباء حتى دخول موسم البرد المقبل.

hespress.com