مر اليوم الأول من شهر رمضان المبارك في العديد من مناطق المغرب في سلام وهناء ووئام، وفق ما عاينه كثير من الناس في شوارع وأحياء البلاد.
ويعزو البعض السلام والوئام اللذين شعرت بهما شرائح من المجتمع المغربي إلى انخفاض لافت وغير مسبوق في أسعار الخضر والمواد الغذائية الأكثر استهلاكا.
وتكفي إطلالات خفيفة هنا وهناك على الأسواق والمحلات التجارية التي استعدت لهذا الشهر الفضيل على أحسن ما يرام، لإدراك تناسب الأسعار المختلفة مع القدرة الشرائية للمواطنين.
فالطماطم التي كانت “تحمر خجلا” من المواطن المغربي في كل شهر رمضان بسبب أسعارها “الصاروخية”، طأطأت رأسها فرحا في بداية هذا الشهر، وصارت بدريهمات قليلة للكيلوغرام الواحد، وهي التي تعلم أنه بدونها لا تستقيم مائدة رمضانية في البلاد كلها؛ كيف لا وهي عماد “الحريرة” المغربية الشهيرة؟
والعدوى لا تكون في “فيروس كورونا” فقط، بل حتى في انخفاض الأسعار، فعدوى “ماطيشة” أصابت باقي الخضر، خصوصا البصل والبطاطس، التي عرفت أثمانها انخفاضا بينا لا تخطئه جيوب المستهلكين المغاربة.
هي بُشرى وفرحة عارمة إذن لم تكن تخطر حتى على بال أكثر المتفائلين بأحوال البلاد الشريفة؛ أسعار الخضر تتكسر بالجملة في بداية رمضان الكريم، والقادم أحلى و”أرخص”.
وليست الخضر وحدها التي منت على المغاربة بهذا “الكرم الحاتمي”، بل أيضا أنواع من الفواكه التي تشتهيها الأسر المغربية على مائدة رمضان، منها الموز والتوت والليمون على وجه الخصوص.
الحمص والعدس والفاصوليا والبيض… مواد أخرى راعت “حرمة الشهر الكريم”، وظلت مستقرة على وتيرة أسعار مناسبة للقدرة الشرائية للمواطن الفقير.
وتفيد معطيات حصل عليها مراسلو الجريدة بأن هذه الأسعار التي فاجأت المغاربة في الأسواق قد تعرف تغييرا طفيفا مع مرور أيام رمضان، لكنها لن تصل أبدا إلى الأسعار السابقة التي أنهكت العباد.
ويرى ظرفاء أن انخفاض الأسعار بهذه الطريقة، وبدون سابق إنذار ولا إخبار، يمكن عده “الحسنة الوحيدة” للحكومة الحالية، قبل أن تغادر إلى غير رجعة في الانتخابات المقبلة، بينما يرى آخرون أن تكسير الأسعار هذا لا علاقة له بالحكومة لا من قريب ولا من بعيد.
ولأن هذا “الخير” جاء في وقت شهر الرحمة، يطمع العديد من المواطنين أن يشمل “الانقلاب الرحيم” في أسعار الخضر والفواكه والمواد الغذائية أثمان المحروقات أيضا، حتى تكتمل “الباهية” ويفرح المغاربة بأول شهر رمضان بدون منغصات ولا “مُنكدات”.
“صح النوم” عزيزي القارئ؛ تمنيت شخصيا لو أن الحقيقة كانت بالفعل كما قرأتَ هنا، لكن الواقع أبعد بكثير عن “المتمنيات” و”أحلام اليقظة”، لأن الأمر يتعلق فقط بمشاهد “بالمقلوب”.