وسط مشاكل متعددة يعيش على وقعها قطاع الصحة النفسية، يرتقب أن يدخل برلمانيون مغاربة في لجنة القطاعات الاجتماعية مستشفيات الأمراض العقلية، في زيارات متعددة ضمن مهمة نيابية تهم وضعية هذه المؤسسات الصحية.

ويعقد أعضاء المهمة الاستطلاعية المؤقتة لمستشفيات الأمراض النفسية والعقلية بمدن برشيد ومراكش وسلا، بداية الأسبوع المقبل، أول اجتماعاتهم؛ وهي المهمة التي تدخل ضمن عدد من المهام الرقابية في السنة الأخيرة من عمل المؤسسة البرلمانية.

تأتي هذه المهمة النيابية في وقت كشف فيه تقرير للعصبة المغربية لحقوق الإنسان أن 48 في المائة من المغاربة يعانون من مرض نفسي أو عقلي، أي أن شخصا من بين اثنين يعاني من اضطراب عقلي أو نفسي.

وأوردت المنظمة الحقوقية، في تقريرها، أن النقص الحاد في عدد الأطر الصحية المتخصصة في الأمراض النفسية والعقلية في القطاع العام يدفع أغلب المرضى إلى التوجه إلى الأضرحة والشعوذة في غياب مؤسسات صحية ومجانية العلاج والإدماج الاجتماعي، وارتفاع أسعار الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية.

وفي الإطار نفسه، أشار التقرير إلى أن أكثر من 95 في المائة من المرضى الذين يتوفرون على تأمين صحي يتوجهون إلى العيادات والمصحات بالقطاع الخاص، على الرغم من ارتفاع أسعارها، “وبالتالي تحول المستشفى العمومي إلى ملجأ وملاذ للفقراء وذوي الدخل المحدود الذين يتوفرون على تأمين صحي من المرضى، والذين لا يملكون القدرة على تكاليف العلاج بالمصحات الخاصة”.

ويحمل نواب الأمة العشرات من الأسئلة حول الصحة النفسية للمغاربة، حيث يرتقب أن تكون المهمة الاستطلاعية مناسبة للبحث والتدقيق في أعداد الذين يتلقون العلاج في المملكة والظروف التي يوجدون فيها فضلا عن الأطقم الطبية التي تسهر على علاج هذه الفئة.

وحسب تصريحات المسؤولين، فإن قطاع الصحة النفسية في المغرب يسجل عجرا كبير، حيث يوجد حاليا 306 من الأطباء النفسانيين في القطاعين العام والخاص فقط و2225 سريرا مخصصا للصحة النفسية موزعا على 34 مؤسسة لتقديم العلاجات في الطب النفسي والإدمان، بمعدل 0,7 سرير لكل 100 ألف نسمة، بينما يوصي المعيار العالمي بسرير واحد لكل 10 ألف نسمة.

من جهة ثانية، يطرح التوزيع الجغرافي للموارد البشرية إشكاليات كبرى، حيث يستحوذ محور الدار البيضاء-القنيطرة على 60 في المائة للدار البيضاء وحدها؛ في حين تخصص الدولة ميزانية 90 مليون درهم للأدوية النفسية والتي تبقى غير كافية، وفقا للمهنيين مع غياب الأدوية من الجيل الجديد.

hespress.com