بدد البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير معهد البيوتكنولوجيا بكلية الطب والصيدلة في الرباط، المخاوف التي تلت النسخة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، التي ظهرت في بريطانيا وأثارت قلق الباحثين حول العالم.
وأكد الخبير المغربي أنه وبعد إجراء تحليل لسبعين عينة عشوائية بجهة الرباط سلا القنيطرة، أظهرت نتائجه عدم وجود السلالة N501Y لحدود الآن بالجهة المذكورة، بينما تحليل بيانات جهة الدار البيضاء مازال مستمرا، مستحضرا في هذا السياق غياب السلالة N501Y في أكثر من 170 “جينوم” حلل منذ شهر مارس على المستوى الوطني، مع ضبط أربع حالات إصابة للمرة الثانية يتم إعادة تحليل تسلسل جينوماتها.
وقال الإبراهيمي إن الطفرات تنشأ بشكل طبيعي في “جينوم” الفيروسات كلما تكاثر الفيروس وانتشر بين البشر، معتبرا إياها “ميكانيزمات” طبيعية للدفاع عن “نفسها وحقها في الحياة”، مشيرا إلى تراكم هذه الطفرات بمعدل طفرة إلى أربع طفرات شهريا، وهو ما نتج عنها ظهور عدة آلاف من الطفرات في “جينوم” الفيروس منذ ظهوره عام 2019.
وأضاف الخبير المغربي ذاته أن غالبية الطفرات، التي لوحظت في “جينوم” فيروس “كوفيد 19″، ليس لها تأثير واضح على الفيروس، ومن المرجح أن يكون لأقلية صغيرة جدا من هذه الطفرات تأثير على تكوين بروتينات وتغير الفيروس بطريقة ملحوظة، لاسيما تراكم مجموعة منها في “بروتين” الشوكة التاجي الذي يمكن الفيروس من دخول الخلايا.
وكشف مدير معهد البيوتكنولوجيا بالرباط عن بحث محاكاتي معلوماتي يعده مختبر البيوتكنولوجيا بالرباط، باعتباره مختبرا وطنيا مرجعيا في الجينومات، ينشر قريبا أن هذه الطفرة البريطانية وحدها لن تؤثر لا على التشخيص و لا على فعالية اللقاحات، وزاد مستدركا: “لكن يجب التأكيد على أن جينوم فيروس “كوفيد” سيستمر في التطور والتنوع مخلفا طفرات جديدة بتأثيرات أخرى”، داعيا إلى ضرورة تبني خطة وطنية ناجعة لليقظة الجينومية لمواجهة هذه التغيرات لجمع بيانات أفضل، ولتتبع فعال للتطور الجيني للفيروس.
وقال البروفيسور المغربي إنه ومن أجل يقظة جينومية وطنية ناجعة، تمكن المختبر من اقتناء تقنيتين جديدتينThermoFisher et Nanopore Oxford ، بالإضافة إلى تقنيتي Illumina et Sanger ABI3500، اللتين تستخدمان منذ 2015 بالمختبر.
وأوضح الإبراهيمي أن المشروع الوطني “جينوما” يهدف إلى وضع خطة لليقظة الجينومية، تمكن من تتبع تطور الفيروس ومدى تأثيره على الحالة الوبائية بالمغرب، من خلال تحديد تأثير هذه السلالات الجديدة على عملية التشخيص، ودراسة التغييرات الجينومية على زيادة حالات العدوى والتغيير في القدرة على الإصابة للفيروس، وكذا تحديد مدى التسبب في مرض خطير، علاوة على تحديد تأثير هذه الطفرات على الحماية المناعية التي تحدثها العدوى، والتي قد يؤدي فقدانها إلى الإصابة مرة أخرى بالفيروس، مؤكدا أن القلق الأكبر، الذي يؤرق بال الباحثين حول العالم، هو فشل اللقاح في إنتاج المناعة البشرية ضد هذه السلالات الجديدة ما قد يشير إلى أن الفيروسات الجديدة قد تقاوم أي تطعيم أو تلقيح.