مسارات متفرقة رسمتها الأوجه الشبابية البارزة لحركة 20 فبراير؛ فبين الهجرة والطموحات الشخصية، اتجهت أحلام جيل واسع بالتغيير إلى الانحسار، كما قلت حيوية التنظيم العفوي واستقر به الحال إلى نوستالجيا جميلة في الأذهان.

تفرقت السبل بعديد من الأوجه التي جمعتها حانات ومقاهي العاصمتين الإدارية والاقتصادية، حيث اختار عديدون الهجرة لإتمام الدراسة بالخارج ثم استقر بهم الحال هناك؛ فيما اشتغل البعض ملتحقا بالأحزاب، والبعص الآخر أصبح “صحافيا”.

وعرف الحراك الفبرايري بمد شبابي واسع من المنتمين إلى الشبيبات الحزبية أو المستقلين، فقد خاضوا بدورهم سجالات حادة وسط المقرات، لتبقى محتفظة بالأصداء دون أجوبة عن مستقبل الطموحات التي تفجرت في المغرب ذات 20 فبراير.

ناطق 20 فبراير

من بين الشباب الذي عرف أثناء بدايات الحراك الفبرايري، يأتي أسامة الخليفي، الشاب المعارض الذي تلا بيان الحركة للمرة الأولى؛ لكن 10 سنوات كانت كافية لتقلب موازين أسامة الذي سجن بعد الاحتجاجات، قبل أن يخرج ليلتحق بحزب الأصالة والمعاصرة.

وتذبذب هذا الشاب المعارض، الذي عرفه المغاربة لأول مرة من وراء الحاسوب، بين تنظيمي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة، ثم تفرغ لتوجيه انتقادات حادة إلى حزب العدالة والتنمية جرت عليه الاعتقال مجددا، قبل أن يختار الانسحاب التام من المشهد العام ويتزوج.

تحول جذري

من الجماعة إلى خيار الإلحاد، كان هذا التحول الكبير تجسيدا لعضو حركة 20 فبراير سعيد بنجبلي، الذي اختار الاستقرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وفيها قام بمراجعات قوية أخرجته من دين الإسلام وجماعة العدل والإحسان نحو إنكار وجود الإله.

وعانى بنجبلي من اضطرابات نفسية حادة، أدخلته المستشفى لأيام، وبث مقاطع عديدة يدعي فيها النبوة وغيرها من الأمور التي تفرق المتابعون بشأنها بين متألم للاضطرابات التي تحل بالرجل وبين ساخر بشكل غير أخلاقي من سلوكاته.

اختيار الصمت

نجيب شوقي أحد أبرز الأوجه التي اتجهت نحو الصمت التام، فقد توارى هذا الشاب عن الأنظار، بعد أن كانت حنجرته تملأ الشوارع الرئيسية للعاصمة الرباط؛ فدون اشتغالاته الصحافية، لم يعد مدونا أو ناشطا ميدانيا، ليختار عزلته الاختيارية في الرباط أو العطاوية مسقط رأسه.

وبعد سجالات حركة مالي و20 فبراير، استقرت اختيارات نجيب شوقي على الحياة المهنية، على الرغم من تسريبات ترشيحه سابقا ضمن لائحة شباب “البيجيدي”؛ وهو ما يرفضه هذا الشاب اليساري، بحكم الاختلافات الفكرية بين الطرفين الاثنين.

hespress.com