اختارت مؤسسة التجاري وفا بنك، التي تعنى بالشؤون الفنية والثقافية والخيرية، موضوع مبادئ التسامح وإيثار النفس في الإسلام لعرضها على النقاش بمناسبة شهر رمضان.

واعتبر علي بنمخلوف، الأستاذ الجامعي بمعهد الدراسات السياسية بباريس وجامعة نيس صوفيا أنتيبوليس، أن تغليب التسامح في المعاملات الإنسانية يتيح للفرد العيش في سلام نفسي لا يضاهى.

وأوضح المفكر والفيلسوف المغربي أن التضامن الاجتماعي وإيثار النفس مسألتان مهمتان في حياة الإنسان، وتعتبران طريقا لبلوغ السلم النفسي للفرد، ويساهمان في نشر روح التعاون داخل المجتمع.

علي بنمخلوف، الذي كان ضيفا على الندوة التي نظمتها مؤسسة التجاري وفا بنك مساء الخميس، أشار إلى أن الرجاء والأمل مترابطان بشكل كبير في الدين الإسلامي؛ وهو ما وصل إليه أقطاب الفكر الإسلامي.

وقال المفكر المغربي: “الشوق والمحبة الخالصة لله تعتبر أسمى ما يمكن أن يصل إليه الفرد، وعندما تستبعد شهوة الفضول فإن الشخص يصل إلى مرحلة المحبة، حينها يمكن أن يغلب شعور التسامح على غيره من المشاعر الأخرى التي تقوم على محاسبة الآخر”.

يشار إلى أن المفكر والفيلسوف المغربي عليا بنمخلوف له مؤلفات فلسفية عديدة؛ من ضمنها كتاب بعنوان “لماذا قراءة الفلاسفة العرب”، الذي يأتي في إطار مشروع يهدف إلى تمرير الثقافة العربية الإسلامية وتحريرها من القيود المفروضة عليها في الغرب.

ويؤكد بنمخلوف أنه “بعد حوالي ثلاثين سنة من العمل في الجامعة اكتشفت أن جميع الدراسات حول الفلسفة العربية الإسلامية تكون مراجعها أوروبية، ولا تتم الإحالة على إنتاجات الفلاسفة العرب؛ وهو ما أحاول تجاوزه في هذا الكتاب الذي أردت منه تحرير الفلسفة العربية المقيدة وجعلها معاصر”.

hespress.com