قال سعيد بنيس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، إنّ “تمغربيت” تُعد قوة ناعمة ستقوّي المغرب، داخليا وخارجيا، مشيرا إلى أنها تعزز تماسك وترابط مكوّنات المجتمع المغربي، الذي بإمكانه أن يصدّر نموذجه المتفرد هذا إلى دول أخرى.

وجوابا عن سؤال: “ما معنى أن تكون مغربيا؟”، الذي استُهلّت به الندوة الرقمية التي نظمتها مجلة “نبض المجتمع” واللجنة التأسيسية لتكتل “تمغربيت للالتقائية المواطنة”، أوضح بنيس أن الجواب عن هذا السؤال يرتبط بعنصرين أساسيين، هما التنوع الثقافي والتعدد اللغوي.

وأضاف أن التصور، الذي كان قائما قبل دستور 2011 حول معنى أن تكون مغربيا، كان تصوّرا ماديا محضا يرتبط بالجغرافيا، مشيرا إلى أن هذا التصور توسع حاليا ليشمل الجوانب غير المادية بعد الإقرار بمختلف مكونات الهوية المغربية في الوثيقة الدستورية الجديدة.

وتابع بنيس قائلا إن المغرب بانتقاله إلى المفهوم الواسع لـ”تمغربيت” أصبح يتوفر على قوة ناعمة بإمكانه أن يصدّرها إلى العالم، مبرزا أن قوّة المغربيِّ لا تكمن في اعترافه بالهوية الصغرى، بل باعترافه بالهويات الأخرى التي تشكّل أركان الهوية الوطنية الجامعة.

كما دعا الحكومة إلى مواكبة النقلة التي عرفها المغرب بعد دستور 2011، الذي اعترف بكافة مكوّنات وروافد الهوية المغربية، وذلك بمأسسة الانتماء الهوياتي للمغاربة، عبر وضع سياسة هوياتية مغربية، مضيفا أن “تمغربيت يجب أن تدخل إلى المؤسسات وإلى الفضاء العمومي”.

وتوقف أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس عند الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية وبحرف تيفيناغ، قائلا: “مَن يأتي إلى المغرب ويرى حرف تيفيناغ على واجهات المؤسسات وفي أماكن أخرى بالفضاء العمومي سيُدرك أن هناك تغيرا كبيرا، حيث انتقلنا من دولة أحادية اللغة إلى دولة ثنائية اللغة”.

وأوضح المتحدث ذاته أن التأصيل لـ”تمغربيت” يقتضي جعل الفضاء العمومي “فضاء يحبّب إلينا هويتنا، باحتضانه ما هو أمازيغي وعربي”، مضيفا أنّ هذا المدخل يكتسي أهمية بالغة “لأنه عنصر جوهري للشعور بالكرامة المواطناتية وبالسعادة”.

وأشار بنيس، في هذا الإطار، إلى أن المغرب قادر على المُضي قدما في تكريس “تمغربيت”، مع تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، التي تقوم على الغنى الذي تتمتع به كل جهة من جهات المملكة، من تعدد لغوي وتنوع ثقافي.

وجوابا عن سؤال حول احتمال أن تؤدي “تمغربيت” إلى الانغلاق على الذات، استبعد أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط هذا الطرح، وقال إن “تمغربيت هي وعاء للتمتع بالانتماء المواطناتي، والإحساس بالاطمئنان الثقافي واللغوي”، مشيرا إلى أن هذه العناصر يمكن أن تكون عاملا مساعدا لتكريس العدالة المجالية.

hespress.com