بنيس: مفهوم "تمغرابيت" جسر ثقافي لبناء مغرب ما بعد جائحة "كورونا"
صورة: مواقع التواصل الاجتماعي


هسبريس – مصطفى شاكري


الإثنين 8 مارس 2021 – 00:00

تحدّث سعيد بنيس، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، بشكل مطول عن مفهوم “تمغرابيت” الذي بات يستأثر باهتمام الفعاليات البحثية والحزبية والإعلامية في الآونة الأخيرة، معتبرا أنه بمثابة جسر ثقافي لبناء مغرب ما بعد جائحة “كورونا”.

وشدد بنيس، خلال أشغال اللقاء الدراسي المنظم من طرف جامعة ابن زهر بأكادير بشراكة مع مراكز بحثية حول المعرفة والسلطة وقضايا المجتمع المغربي، نهاية الأسبوع الماضي، على أن “تمغرابيت” ليست “شوفينية”، بل هي بمثابة “جواز ثقافي” «Passeport culturel»، ثم مضى متسائلا: “هل سؤال تمغربيت أو ماذا يعني أن تكون مغربيا أضحى ملحا أم هو طريقة لتعويم النقاش والانزلاق عما هو حاجة مجتمعية من قبيل الشغل والصحة والتعليم؟”.

ويرى بنيس أن “مقولة تمغربيت تُحيل على وعاء هوياتي مغربي مؤسس على التسامح وقبول الآخر والتنوع المتكامل (جميع التعبيرات الثقافية المحلية والتنويعات اللغوية الجهوية)، وليست بتاتا نوعا جديدا من الشوفينية المنغلقة على الجيران (الأفارقة والمتوسطيون)؛ فهي بالأساس شكل من أشكال القوى الناعمة التي ستنضاف إلى المنطقة المغاربية، وركيزة لدعم قوة المغرب الكبير وإشعاع لجغرافية شمال إفريقيا”.

“منطلق مقولة تمغربيت يتأسس على منطق دستوري (دستور 2011) يدمج السياق التوطيني (تراب المملكة المغربية)، ويتقاطع مع الانتماء الإقليمي (المغرب الكبير)، ويحاكي العولمة عبر التموقع على جسر الخصوصية المغربية من خلال هوية مزيجة (الأمازيغية والعربية والأندلسية والإفريقية والعبرية والمتوسطية)”، يردف الباحث عينه.

وخلص الأستاذ الجامعي إلى أن “مقولة تمغربيت تندرج في إطار التحول من انهزامية هوياتية إلى يقظة ثقافية وانتصار هوياتي، يعتمد على مرتكزات رمزية ومادية بعينها، منها على سبيل المثال لا الحصر التراب (تراب المملكة المغربية) والمواطنون (جميع المواطنين المغاربة)، واللغة (اللغتان الأمازيغية والعربية)، والانتماء (المغرب الكبير)”.

وبناء على ذلك، أفاد المتحدث بأنه يمكن استشراف مقولة تمغربيت كدينامية ستطرح شكلا جديدا، ثم أشار إلى إمكانية نحت مفهوم جديد يطلق عليه “نيوتمغربيت” بقيم قارة؛ خاتما بالقول: “يمكن أن تشكل ركيزة لإبداع نموذج تنموي يتأسس على سياسة هوياتية، ترمي إلى مزج المقومات الرمزية كقوى ناعمة (الطبخ – الموسيقى – العلامة المغربية وليس من باب الفلكرة، بل من باب الترافع بالخصوصي ليرتقي للعالمي) ببرامج التنمية المحلية كقوى صلبة لاستتباب الشعور بالمواطنة”.

hespress.com