“بودكاست مغربي” ينادي بـ”رجولة إيجابية” ويرفض الظلم والهيمنة والتمييز

“بودكاست مغربي” ينادي بـ”رجولة إيجابية” ويرفض الظلم والهيمنة والتمييز

قصد الحد من “الرجولة السلبية”، بحمولاتها التمييزية ضد المرأة والرجل، تدعو سلسلة حلقات صوتية “بودكاست” إلى “رجولة إيجابية”، ملؤها قيم الرفق والاحترام والحِلم.

وخلال مدة تتراوح بين نصف ساعة وساعة، أو أزيد بقليل، يناقش بودكاست “ماشي رجولة” الذكورة والتمثلات الشعبية لها وأنماطها المختلفة.

وتعالج هذه السلسلة نظرات المجتمع والإسلام ورؤية بعض الفاعلين لتعبيرات شعبية مثل: “نتا ماشي راجل”، “رويجل”، “ترجّل”، “حسّاس”، “الرجولة منذ الطفولة”، وما يربط بلفظ “رجل”، وما يقابله، بوعي أو بدونه.

وفضلا عن شهادات مجتمعية لشباب وشابات، رجال ونساء، وكبار سن، شهد الـ”بودكاست” تدخّل مغاربة باحثين وباحثات، وكتاب وكاتبات، وفنانين وفنانات؛ من بينهم: أسماء المرابط، وعبد الله الطايع، وهشام حذيفة، وفيصل عزيزي، وزينب فاسيكي.

وتطمح هذه السلسلة المغربية، التي تعرض رقميا، إلى إعادة النظر في “الرجولة” وما يُربط بها من قيم لا علاقة لها بجنس الشخص، داعية إلى تقبل الذات والابتعاد عن “التقابلات الخاطئة” الناتجة عن “بناء اجتماعي”.

ويقابل البرنامج بين “الرجولة السامة” و”الرجولة الإيجابية”. ويبرز، أيضا، نماذج إيجابية للتنشئة الاجتماعية داخل الأسر، على سبيل المثال، لا تربط أعمالا داخل المنزل بجنس دون آخر، أو تجعله يحس بالدونية إذا ما قام بها.

وينبه البرنامج إلى انتقال الرجولة من “النوع الاجتماعي” إلى “الرجولة الامتياز”، التي تربط في الآن ذاته بقواعد “حتى تكون رجلا”، وإذا ما خرج الشخص عن الإطار الذي ترسمه “البطرياركية” (النظام المحسوس والملموس الأبوي الذكوري)، تصير رجولته مساءلة، سواء تعلق الأمر بالرقص، أو الإحساس بالضعف والإعياء، أو التعبير عن الحب، أو غير ذلك.

وتعرّج الحلقات على تقابل الرجولة، في المخيال الشعبي، مع “المال” “الجيب” “اللحية” “الزنقة” “الشجاعة”؛ وهو ما يقترح ضيوفه مساءلته “حتى يتقاسم الرجل والمرأة الحياة دون عنف ودون مشاكل”.

ومن بين ما يرد في حلقات “ماشي رجولة” دعوة الكاتب المغربي عبد الله الطايع إلى تفكيك موروثات الثقافة الذكورية “ليبقى الإسلام لنا كلنا”.

وتقول الكاتبة والباحثة أسماء المرابط، في مشاركتها بالبودكاست، إن في الإسلام، وخاصة في القرآن، لا توجد صفة “الرجولة”، بل يوجد حديث عن الرجال والنساء، وعن صفة شاملة للرجال “يدخلان فيها”، وتربَط بها صفاتٌ حميدة ورشيدة.

وتزيد المرابط: “مقابل الرجل امرُؤ الذي تأتي منه امرأة (…) نقول أيضا رجل ذو مروءة، والرجولة والمروءة صفات إيجابية (…) لكن في المخيال العربي الإسلامي صارت في التقاليد والعرف ذات معنى سلبي، من عنف وسلطة وقسوة وعدم اهتمام (…) علما ألا وجود لها في الإسلام، بل إنها تتناقض مع الأخلاق القرآنية والبيداغوجية النبوية”.

وتنبه المرابط، من خلال تدخلها في هذه السلسلة، إلى “إشكال الخلط بين الرجولة والفحولة”، بمعنى القوة والهيمنة والسيطرة الجنسية، حتى صار للرجولة “معنى سلبي”؛ في حين أن “القرآن ينتقد من يظلمون المستضعفين في الأرض”.

وتدعو الكاتبة والباحثة المغربية إلى “الرجولة الإيجابية” التي هي رجولة رفق وتوازن وحلم وإحساس بالجمال؛ تُعارض رجولة التسلط والعنف والظلم، التي لها تاريخ، وهي نتيجة تراكم “سياسات “الحُكْرَة” (الاحتقار) الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التي نراها في عالمنا”.

hespress.com

عن المؤلف

“بودكاست مغربي” ينادي بـ”رجولة إيجابية” ويرفض الظلم والهيمنة والتمييز

“بودكاست مغربي” ينادي بـ”رجولة إيجابية” ويرفض الظلم والهيمنة والتمييز

قصد الحد من “الرجولة السلبية”، بحمولاتها التمييزية ضد المرأة والرجل، تدعو سلسلة حلقات صوتية “بودكاست” إلى “رجولة إيجابية”، ملؤها قيم الرفق والاحترام والحِلم.

وخلال مدة تتراوح بين نصف ساعة وساعة، أو أزيد بقليل، يناقش بودكاست “ماشي رجولة” الذكورة والتمثلات الشعبية لها وأنماطها المختلفة.

وتعالج هذه السلسلة نظرات المجتمع والإسلام ورؤية بعض الفاعلين لتعبيرات شعبية مثل: “نتا ماشي راجل”، “رويجل”، “ترجّل”، “حسّاس”، “الرجولة منذ الطفولة”، وما يربط بلفظ “رجل”، وما يقابله، بوعي أو بدونه.

وفضلا عن شهادات مجتمعية لشباب وشابات، رجال ونساء، وكبار سن، شهد الـ”بودكاست” تدخّل مغاربة باحثين وباحثات، وكتاب وكاتبات، وفنانين وفنانات؛ من بينهم: أسماء المرابط، وعبد الله الطايع، وهشام حذيفة، وفيصل عزيزي، وزينب فاسيكي.

وتطمح هذه السلسلة المغربية، التي تعرض رقميا، إلى إعادة النظر في “الرجولة” وما يُربط بها من قيم لا علاقة لها بجنس الشخص، داعية إلى تقبل الذات والابتعاد عن “التقابلات الخاطئة” الناتجة عن “بناء اجتماعي”.

ويقابل البرنامج بين “الرجولة السامة” و”الرجولة الإيجابية”. ويبرز، أيضا، نماذج إيجابية للتنشئة الاجتماعية داخل الأسر، على سبيل المثال، لا تربط أعمالا داخل المنزل بجنس دون آخر، أو تجعله يحس بالدونية إذا ما قام بها.

وينبه البرنامج إلى انتقال الرجولة من “النوع الاجتماعي” إلى “الرجولة الامتياز”، التي تربط في الآن ذاته بقواعد “حتى تكون رجلا”، وإذا ما خرج الشخص عن الإطار الذي ترسمه “البطرياركية” (النظام المحسوس والملموس الأبوي الذكوري)، تصير رجولته مساءلة، سواء تعلق الأمر بالرقص، أو الإحساس بالضعف والإعياء، أو التعبير عن الحب، أو غير ذلك.

وتعرّج الحلقات على تقابل الرجولة، في المخيال الشعبي، مع “المال” “الجيب” “اللحية” “الزنقة” “الشجاعة”؛ وهو ما يقترح ضيوفه مساءلته “حتى يتقاسم الرجل والمرأة الحياة دون عنف ودون مشاكل”.

ومن بين ما يرد في حلقات “ماشي رجولة” دعوة الكاتب المغربي عبد الله الطايع إلى تفكيك موروثات الثقافة الذكورية “ليبقى الإسلام لنا كلنا”.

وتقول الكاتبة والباحثة أسماء المرابط، في مشاركتها بالبودكاست، إن في الإسلام، وخاصة في القرآن، لا توجد صفة “الرجولة”، بل يوجد حديث عن الرجال والنساء، وعن صفة شاملة للرجال “يدخلان فيها”، وتربَط بها صفاتٌ حميدة ورشيدة.

وتزيد المرابط: “مقابل الرجل امرُؤ الذي تأتي منه امرأة (…) نقول أيضا رجل ذو مروءة، والرجولة والمروءة صفات إيجابية (…) لكن في المخيال العربي الإسلامي صارت في التقاليد والعرف ذات معنى سلبي، من عنف وسلطة وقسوة وعدم اهتمام (…) علما ألا وجود لها في الإسلام، بل إنها تتناقض مع الأخلاق القرآنية والبيداغوجية النبوية”.

وتنبه المرابط، من خلال تدخلها في هذه السلسلة، إلى “إشكال الخلط بين الرجولة والفحولة”، بمعنى القوة والهيمنة والسيطرة الجنسية، حتى صار للرجولة “معنى سلبي”؛ في حين أن “القرآن ينتقد من يظلمون المستضعفين في الأرض”.

وتدعو الكاتبة والباحثة المغربية إلى “الرجولة الإيجابية” التي هي رجولة رفق وتوازن وحلم وإحساس بالجمال؛ تُعارض رجولة التسلط والعنف والظلم، التي لها تاريخ، وهي نتيجة تراكم “سياسات “الحُكْرَة” (الاحتقار) الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التي نراها في عالمنا”.

hespress.com

عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *