‪ناقش مفكرون وباحثون مفهوم “الإسلام في أوروبا وجدل العلمانية”، متحدثين عن مثال فرنسا، وذلك في إطار برنامج “جسور”.

وفي هذا الإطار قلل عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية بالخارج، من شأن الأرقام التي تهم تواجد المسلمين بأوروبا، قائلا إنه في مجموعة من الدول، وخاصة في فرنسا، “الإحصائيات الخاصة بالدين ممنوعة لأن الأساس في الانتماء هو المواطنة”.

وأضاف بوصوف أن “القضية ليست قضية أرقام، لأن تضخيم الأرقام ربما المقصود منه هو التخويف من الوجود الإسلامي الذي بدأ يعطي لنفسه عناوين كثيرة”، مشيرا إلى أن المسلمين يجب أن يرفعوا من قدراتهم التفاوضية على حرياتهم الدينية، وزاد: “تركنا قضيتنا لأقلية تاجرت بشكل أو بآخر بها، وجعلت الإسلام يدخل في مواجهة مع الدولة الفرنسية”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “كل النقاط الخلافية مع المجتمع، التي يتم التركيز عليها، لا تشكل الهم الكبير بالنسبة للإسلام، مثل قضايا الطعام والمعاملات وحتى عقوبتها”، قائلا: “أعطينا نقاطا جزئية في تديننا القوة لتصبح واجهة الإسلام في فرنسا”.

وأوضح أمين عام مجلس الجالية أن “الأغلبية تريد أن تعيش في وئام مع المجتمع”، مردفا بأن “الإسلام ليس مناقضا للعلمانية، والأخيرة لا تطلب من المسلمين التخلي عن دينهم…”، وزاد: “الإسلام يمكن أن يعيش داخل النظام العلماني دون مشاكل، وهو الأقرب في روحه إلى العلمانية”.

كما نبه بوصوف إلى أن “الممارس لدينه في فرنسا لا يمكن أن يتعرض لإكراه بفضل وجود القانون”، مشيرا أيضا إلى أن “كل المسلمين في فرنسا وأوروبا يستنكرون أعمال العنف”، ومبرزا أن “ضعف القدرة التفاوضية لا يترك مجالا للمسلمين للتفاوض”؛ كما انتقد “عدم تمكن المسلمين من معرفة دينهم بشكل عام، إذ يعرفون فقط أنماط ونماذج تدين جعلوها هي الدين، ما يبرز وجود ضعف في معرفة الدين في شموليته”.

من جانبه قال رضوان السيد، الباحث في مجالات الدراسات الإسلامية، إنه تنبغي معالجة المشكلة من عدة أبعاد، مفيدا بأن “البعد النظري مهم لكنه ليس الأهم خلال العشرين سنة الماضية”.

وأضاف السيد أن “المسلمين والأوروبيين تغيروا كثيرا، في حين أننا أمام تحد كبير جدا، وهو الحضور الكبير في أوروبا والمتغيرات الكبيرة”، وأردف: “ينبغي أن يقتنع الطرفان، المتصادمون وغير المتصادمين، بالالتئام حول كيف نبدأ حوارا فعالا”، منبها إلى أن “الضربات المتبادلة لا تجلب سوى المزيد من الكراهية”، وفق تعبيره.

وانتقد المتحدث ذاته “افتقاد دور المثقفين من المسلمين والعرب من جهة، والمثقفين الفرنسيين من جهة ثانية”، قائلا إن “الذي انتصر هو الشعبوية السياسية والإعلامية”.

من جانبه تحدث علي أومليل، الباحث في علم الاجتماع، عن أهمية وجود إسلام أوروبي، مبرزا أهمية أن تنتج أوروبا فكر واجتهادا إسلاميا مختلفا يقدم الفكر الإسلامي تقديما نوعيا.

وأضاف أومليل: “ليس الفقر والبطالة أو الاستبداد أسباب الإرهاب، بل الثقافة الإسلامية التي في ذهن هؤلاء، وهي الزناد التي يفجر هذه العوامل”، منبها إلى وجود أفكار خاصة باسم الإسلام تجب مواجهتها بنوع من الصراحة.

hespress.com