دعا فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب الحكومة إلى تفعيل التضامن الإجباري الوارد ضمن المقتضيات الدستورية، لمواجهة الموجة الجديدة الخطيرة من تداعيات فيروس “كورونا” على البلاد.

وينص الفصل 40 من الدستور على أن “على الجميع أن يتحمل بصفة تضامنية وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها التكاليف التي تتطلبها تنمية البلاد، وكذا تلك الناتجة عن الأعباء الناجمة عن الآفات والكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد”.

وأوضح مصطفى إبراهيمي، رئيس فريق العدالة والتنمية، خلال اجتماع لجنة المالية اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، بحضور وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، أن الوضعية الوبائية في الفترة الأخيرة شهدت تطورات مقلقة، خصوصا على مستوى ارتفاع عدد الوفيات اليومية والحالات الحرجة ضمن مراكز الإنعاش والعناية المركزة.

وشدد رئيس فريق “البيجيدي”، في تدخله خلال مناقشة المرسوم المتعلق بإحداث حساب مرصد لأمور خصوصية يحمل اسم “صندوق الاستثمار الإستراتيجي”، على أن “الجميع اليوم بات مدعوا إلى بذل مجهودات أكبر.. كنا نتكلم على التضامن حين كان الوضع متحكم فيه واليوم نسجل تقريبا 21 وفاة في اليوم الواحد؛ وهو أمر خطير”.

وزاد المصدر ذاته قائلاً: “لكان شي تضامن خص يكون اليوم، ماشي كنا متحمسين في مارس ومني صعب الوضع ولينا مرخيين”، مشددا على أن “الجميع اليوم مدعو إلى التضامن على مستوى الجانب الاجتماعي أو الصحي أو الاقتصادي، سواء بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن وإلا يجب استعمال الفصل 40 من الدستور؛ لأن الوضع لم يعد يحتمل أن نكتفي بالتطوع”.

وكان الملك محمد السادس قد أمر بإحداث صندوق تضامني لتدبير جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19)، والذي مكن من تعبئة 33 مليارا و700 مليون درهم؛ في حين بلغت نفقاته 24 مليارا و650 مليون درهم، تم صرفها لتمويل تدابير الدعم الاجتماعي وشراء المعدات الطبية الضرورية.

وفي إطار الفصل 40 من الدستور، سبق لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أن قام بالاقتطاع من أجور موظفي الدولة لمدة ثلاثة أيام للمساهمة في تجاوز تداعيات “كوفيد 19”.

وعلاقة بتطور الوضعية الوبائية، دقّ أطباء ناقوس الخطر على مستوى الخصاص في الموارد البشرية والأجهزة الطبية لمواجهة الموجة الثانية من تداعيات الوباء، خصوصا على مستوى مراكز الإنعاش والعناية المركزة.

ودعا الدكتور أحمد غسان الأديب، رئيس قسم التخدير والإنعاش بالمستشفى الجامعي بمراكش، إلى إعلان حملة تطوع جماعية لمواجهة الوضع الوبائي الخطير والنقص الحاد في الأوكسجين لإنقاذ المرضى من خطر الموت.

hespress.com