الاثنين 26 أكتوبر 2020 – 12:00
أواخر شهر يوليوز الماضي، تنفست مربّيات التعليم الأولي الصعداء بعد وضع وزارة التربية الوطنية شروطا جديدة أمام الجمعيات المكلفة بتدبير الأقسام المُدمجة في المؤسسات التعليمية العمومية مقابل الاستفادة من الدعم، لكن آمالهن سرعان ما خابت؛ إذ لم يتوصّلن إلى حد الآن بأجورهن عن الموسم الدراسي الماضي.
وفي الوقت الذي كانت فيه المربيات ينتظرن أن تفعّل الجمعيات الشروط التي وضعتها وزارة التربية الوطنية، من قبيل تمكينهنّ من الحد الأدنى للأجر والتصريح بهن لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وغيرها من الحقوق الشغلية، ابتداء من الموسم الدراسي الحالي، أصبح أقصى ما يطمحن إليه الآن هو تسلّم أجورهنّ المستحقة.
ويرجع سبب عدم استفادة مربيات التعليم الأولي العمومي من أجورهن إلى عدم تقديم الجمعيات المشغّلة لهنّ لتقارير سيْر تنفيذ المشاريع التي حصلتْ لقاءها على الدعم المالي الذي تصرفه وزارة التربية الوطنية عن طريق الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
وعزت مربية من إحدى التنسيقيات الإقليمية لمربيات التعليم الأولي بجهة الرباط-سلا-القنيطرة سبب عدم تقديم الجمعيات لتقارير حول المشاريع التي صرفت عليها الدعم الذي استفادت منه، إلى كون هذه الآلية الجديدة التي وضعتها الوزارة “أغلقت عليهم المنافذ التي كانوا يراكمون عبرها الأرباح على حساب المربيات”.
وكانت المربيات في السابق ينلْن جزءا من أجورهن من خلال المساهمات المالية التي تفرضها الجمعيات المكلّفة بتدبير الأقسام المدمجة في المؤسسات التعليمية العمومية، رغم عدم قانونيتها، غير أن وقف هذه المساهمات هذه السنة جعل المربيات يجدن أنفسهن بدون دخْل، ما ألقى بعدد منهن في أتون مشاكلَ اجتماعية.
تقول مربيّة إن زميلات لها طُردْن من البيوت التي يستأجرنها بسبب عجزهن عن أداء سومة الإيجار، ما أدى إلى تشتيت أسرهن، وهناك مربيات أخريات يعاني من أمراض تستدعي الخضوع للعلاج ولا يجدن مالا لذلك، بينما لجأت أخريات إلى الاقتراض من أجل تدبير مصاريف عيش أسرهنّ، ذاهبة إلى القول إنها وزميلاتها يشعرن بـ”الظلم والحگرة”.
هذه المعاناة تؤكّدها مربّية تعمل في مدينة الرباط بقولها: “عندي تسعين ألف ريال ديال الكريدي. كان خصنا ناخدو الدعم من شهر يونيو، ولكن تال دبا ما زال ما خدينا حتى ريال”، وأردفت متسائلة: “واش المسؤولين يقدرو يخدمو غير شهر واحد بلا ما يتخلصو؟”.