أجواء استثنائية يعيشها المهنيون المشتغلون في مهن الشارع خلال الأيام الجارية؛ فحالة الطقس الحار أرخت بتعبها على أجساد الآلاف من المنتشرين على الأزنقة، بالنظر إلى ارتباط قوت يومهم بالعمل اليومي في فضاءات مفتوحة تجعلهم عرضة لأشعة الشمس.

وفي كل ربوع البلاد، يشتغل الملايين في مهن غير مهيكلة، منها البناء وحراسة السيارات والنظافة وغيرها، وتشهد هذه الفترة من السنة تضاعف معاناة هذه الفئة التي أصبحت محاصرة بين الظروف المناخية والكساد الذي تسببت فيه أزمة جائحة كورونا.

وتعيش جل مدن المغرب ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة مع حلول فصل الصيف؛ فقد كشفت مديرية الأرصاد الجوية عن استمرار موجات حر شديد إلى غاية يوم الثلاثاء المقبل، ما يجعل عمل هذه الفئة محفوفا بمخاطر عديدة.

ومعروف أن غالبية هؤلاء يشتغلون بطريقة “المياومة” ودون حماية اجتماعية، ما يعني عدم إمكانية التعويض عن الأضرار التي قد تلحق بصحتهم الجسدية بسبب الحرارة واكتفاء معظمهم ببعض الأدوية البسيطة.

وقال النعمة ميارة، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إن الوضع الحالي فرصة لمراجعة العديد من الأمور، خصوصا وأن الجائحة كشفت اعتماد الاقتصاد المغربي بشكل كبير على القطاع غير المهيكل، وذلك من خلال قراءة أرقام عدد المستفيدين من دعم الدولة.

وأضاف ميارة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الحرارة تحالفت مع الجائحة لتعميق معاناة المشتغلين في القطاع غير المهيكل دون تغطية اجتماعية أو تأمين صحي، وعلى الجميع استدراك الحيف الذي يلحق هذه الفئة”.

ودعا الفاعل النقابي المجتمع والحكومة والنقابات إلى التفكير جماعة في سبل لحل المشكل القائم وإنقاذ هذه الشريحة التي يبقى مصيرها مجهولا، وطالب بإعادة النظر في منظومة الحماية الاجتماعية بالمغرب.

hespress.com