قال حمزة ابراهيمي، مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية، إن “من أبرز التحديات التي تواجه المنظومة الصحية بالمغرب الآن ليس فقط استكمال والتفوق الواقع اليوم كما وكيفا في عملية التلقيح الجارية على قدم وساق ضد فيروس كورونا المستجد، ولكن الأهم يكمن في نقطتين أساسيتين: أن ينعكس معدل التلقيح على هرم العدوى، ويؤثر إيجابيا على الحد على الأقل في مرحلة أولى من معدلات الإماتة والحالات الخطرة الواردة على المستشفيات”.

وأضاف إبراهيمي في تصريح لهسبريس قائلا: “هذا الأمر أظن أننا نجحنا فيه منذ انطلاقة الحملة الوطنية للتلقيح ضد وباء كوفيد-19 قبل شهر، وثانيا استطعنا التعرف على جميع البؤر الوبائية التي يمكنها أن تتشكل من الطفرات المتحورة للفيروس ومحاصرتها، خاصة الطفرتين الجنوب إفريقية والبرازيلية اللتين تعتبران أكثر تفشيا وسرعة في الانتشار وقدرة على الوصول إلى الفئات الهشة والمصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن”.

وتابع بأن “الهم الذي يشكله مجرد التفكير لدى الأطر الصحية في تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا، يجعل الجميع يصاب بحالة الاكتئاب، وذلك نظرا للعياء الجسدي والنفسي الشديد نتيجة الانخراط الواسع في صفوف جميع مهنيي الصحة، سواء في المرحلة الأولى لمواجهة الوباء أو في التكفل العلاجي بالمصابين الذي سجل المغرب خلاله أقل معدلات الإماتة (1.97 بالمائة) بين دول العالم وأكثرها تسجيلا لحالات الشفاء بنسبة ناهزت 98 بالمائة”.

وأردف المتحدث بأن “هذا الأمر يعكس المجهود البطولي للأطر الصحية طيلة السنة الماضية، ويبرز كذلك تعرضهم للاستنزاف والاحتراق المهني بفعل الضغوط الرهيبة التي عاشوها طيلة هذه المدة، وكذا غياب العطل وتقارب نوبات العمل التي كانت فيها فترات الراحة لا تتعدى 8 ساعات، والإصابات الكثيرة في صفوف العديد من العاملين بالقطاع التي فاقت 7 آلاف إصابة”.

وأوضح ابراهيمي أنه من جهة أخرى استمرت هذه الأطر الصحية بكل فئاتها في المشاركة والانخراط المباشر في الحملة الوطنية للتلقيح التي من المتوقع أن تستمر إلى نهاية شهر يونيو بمعدل يومي يتراوح بين 150 و250 ألف مُلقح على مدار ستة أيام في الأسبوع، “وهي أعباء لم يعد معهما للأطر الصحية أن تعيش انتكاسة جديدة في مواجهتها المفتوحة مع فيروس كورونا”.

واعتبر مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية أن “الحل اليوم يظل أولا حبيس الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تباشرها الدولة، سواء عبر استحداث تكتل علمي للمختبرات الجينومية الوبائية بالمغرب الذي مكن في ظرف قياسي من محاصرة الطفرات البريطانية الوافدة على المغرب واستباق تشكل بؤرها، أو عبر إجراءات تقييد حركة الملاحة والسفر بيننا والدول التي تشهد تفشيا للطفرات المتحورة، أو بتشديد الإجراءات على صعيد النقط الحدودية، سواء الجوية أو البحرية”.

وتحدث ايراهيمي عن أهمية استمرار المواطنات والمواطنين في احترام إجراءات السلامة والتقيد التام بها، خاصة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والابتعاد عن التجمعات والفضاءات المزدحمة، والتمثل التام أن الجائحة لم تنته بعد وأن جميع المخاطر ما زالت قائمة.

وشدد ابراهيمي على أن “ثالث الأمور التي يتوجب علينا كمجتمع التحلي بها لأن الأطر الصحية كطاقات بشرية، ونظرا للخصاص المهول في صفوفها وإنهاكها الشديد، لم يعد بإمكانها الاستمرار على هذا الإيقاع، هي الإقبال المتزايد حسب التوزيع الزمني والمكاني للاستفادة من التلقيح المضاد لفيروس كورونا المستجد، الذي يبقى بارقة الأمل الوحيدة لاستئناف حياتنا الاعتيادية ومحاصرة الطفرات التي أثبتت البحوث فاعلية اللقاح في القضاء عليها، وكذا الاستمرار في التقيد بإجراءات حالة الطوارئ وسبل الحماية كافة”.

hespress.com