انتقلت ظواهر عديدة ارتبطت في أذهان المواطنين بالمعيش اليومي الواقعي إلى العالم الافتراضي، وفي مقدمتها التسول، الذي وجد طريقا إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال تعليقات وطلبات تروم استعطاف الناس.

وعلى حد سواء يقف البعض لبسط مشاكلهم أمام الناس، فيما يدعو آخرون ويستعطفون الاشتراك في الصفحات، طمعا في عائدات مالية تتيحها المنصات للقنوات التي تنتج محتوى، لكن لا بد من عدد زوار ومشاهدين ومشتركين في القناة.

وانتشرت بحدة طلبات ودعوات للاشتراك في القنوات الإلكترونية، باستخدام أساليب دغدغة العواطف؛ والبداية من الدعاء بالخير، ثم تقديم أجزاء من المحتوى على صفحات قنوات أخرى، ناهيك عن الطلبات المتقاطرة على الخاص لإشهار أسماء القنوات.

كريم عايش، الأستاذ الباحث في السياسات الاجتماعية، أورد أنه مع تطور وسائل التواصل وانتقال التخاطب من المباشر ثم المسموع والمقروء إلى المرئي، عرف هذا الأخير قفزة كبيرة إثر دمقرطة تكنولوجيا الاتصال التي صارت متاحة بشكل سهل.

وفي نظر المصرح لجريدة هسبريس فإن هذا “خلق ظاهرة جديدة في المغرب تعرف بصناع المحتوى من المتسولين الرقميين؛ فالغالب أن كل صانع محتوى يطالب مشاهد محتواه بالاشتراك وتفعيل الجرس ووضع الأصبع أو ما تعرف باللايكات”.

“هذا يدل على تغلغل العولمة ونمط الإنتاج والإبداع الغربي في أعماق المجتمع، إذ تحولت فئة غير يسيرة من المجتمع إلى العمل على صناعة منتجات رقمية فرجوية قد يختلف معها الكثيرون ويتفق معها القلائل، لكنها لا تختلف عما يوجد بالدول الأوروبية وأمريكا الشمالية”، يقول عايش.

ويعتقد الأستاذ الباحث أن “الفضاءات الرقمية صارت متنفسا جديدا ومصدرا جيدا للعملة الصعبة مكن الكثيرين من الخروج من حالة البطالة إلى الاستقرار المؤقت، وأيضا ساعد على الكشف عن ظواهر ومشاكل والمستوى الذي يسود في بعض الأوساط والعقول، سواء برقيها أو ضحالة مستواها وتفاهته”.

hespress.com