وضعية استثنائية تعيشها مراكز تحاقن الدم بالمغرب على خلفية الإغلاق الليلي، الذي أفضى إلى نقص أعداد المتبرعين بهذه المادة الحيوية بمختلف ربوع المملكة، الأمر الذي دفع المراكز الجهوية لتحاقن الدم إلى إطلاق حملات تحسيسية ترمي إلى حثّ المواطنين على المساهمة في توفير أكياس الدم، مع تسهيل عملية التنقل الليلي.
ولطالما شكلت الفترة الليلية، خلال رمضان، فرصة مواتية لجلب المواطنين الراغبين في التبرع بالدم، خاصة في ظل الأجواء الروحانية التي تطبع هذا الشهر، إذ تنظم مراكز تحاقن الدم برامج متعددة لتشجيع التبرع بالدم داخل المساجد، وهو ما كان يضاعف المخزون الإستراتيجي من الدم.
قرار الإغلاق الليلي، المتخذ على ضوء التطورات الصحية الأخيرة، دفع المركز الوطني لتحاقن الدم إلى التفكير في طرق اشتغال بديلة؛ إذ ينبغي على المتبرع التوجه نهاراً إلى المراكز المعنية في المدينة للحصول على وثيقة رسمية تتيح له التنقل ليلا بغية التبرع بالدم، دون أن يتم منعه من طرف السلطات الأمنية التي تم إخبارها سلفاً بشأن العملية.
وفي هذا السياق، قالت خديجة الحجوجي، مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، إن “بداية شهر رمضان شكلت تحديا جسيما بالنسبة للمراكز الجهوية، نتيجة الخوف السائد وسط المواطنين حول التنقل الليلي، ما أدى إلى نقص المخزون الإستراتيجي من الدم”.
وأضافت الحجوجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المركز الوطني، حاليا، تمكّن من توفير مخزون يغطي مدة أربعة أيام، لكن مازال هناك نقص شديد بمدينة الدار البيضاء التي تحتاج إلى عدد كبير من أكياس الدم”، مؤكدة أن “رمضان كان شهرا للتبرع بالدم بامتياز قبل الجائحة، نظرا للاتفاقية التي تجمع المركز بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين”.
وأوضحت المسؤولة عينها: “قرار الإغلاق الليلي دفع المركز إلى البحث عن طرق أخرى لزيادة أعداد المتبرعين بالدم، إذ يتم إنشاء مواقع ثابتة للتبرع تظل مفتوحة أمام المواطنين على الصعيد الوطني، ويتم أيضا الرجوع إلى قاعدة المعطيات من أجل التواصل مع الجمعيات والشركات التي تتجاوب مع نداءاتنا المتكررة”.
وتابعت المتحدثة ذاتها: “هناك العديد من الجمعيات النشطة في المجال على مستوى التراب الوطني خلال هذه الفترة، وقد ساعدتنا مبادراتها المدنية على جلب المتبرعين بالدم؛ ومن ثمّ تكوين مخزون إستراتيجي لمدة معينة، غير أن العملية تتطلب الاستمرارية طيلة السنة بغية إنقاذ الأرواح البشرية التي تحتاج إلى هذه المادة الإستراتيجية”.
وشددت مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم على أن “أي شخص يريد التبرع بالدم في فترة الإغلاق الليلي ما عليه سوى التوجه إلى أقرب مركز مخصص لهذا الغرض، من أجل نيْل وثيقة تمكّنه من التنقل رغم حظر التجوال الليلي، وذلك بمساعدة السلطات التي تم التنسيق معها بخصوص الموضوع”.