عمّقت الأزمة الوبائية في المدن الكبرى للمغرب مخاوف كثيرة من تزايد حدة انتشار فيروس كورونا، في مختلف المناطق؛ بالنظر إلى ارتباط الهوامش بها على مستوى اليد العاملة وكذا تنقلات البضائع.

وأمام ارتفاع عدد الحالات في الدار البيضاء والقنيطرة، عاد شبح البؤر المهنية بدروه ليحوم حول اشتغالات العديد من القطاعات التي تتخوف بشكل يومي من انفجار عدد كبير من الحالات، مثلما جرى في معامل التوت بلالة ميمونة.

وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، احتلت جهة الرباط سلا القنيطرة لائحة صدارة الجهات بتسجيلها 875 حالة، وتليها جهة البيضاء سطات بعدما سجلت 630 حالة؛ ما يجعل محور الرباط والبيضاء محطة للانتباه.

وتشكل عملية الربط التي تقوم بها المنطقتان في كثير من الأحيان بين الشمال والجنوب وتمركز العديد من الطلاب بالمدن المركزية من العوامل التي تكرس مزيدا من التخوفات من تنقلات قد تضع باقي الحواضر بدورها أمام وضع وبائي صعب يعقب مأمورية الاستقرار.

مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أورد أن السبب الأول لانتشار الوباء في المدن الكبرى هو الحركية الزائدة بهذه المدن، ثم حجم الفحوصات التي يجتازها الناس بشكل يومي، مقارنة مع الحواضر الصغرى.

وأضاف الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن المختبرات قليلة في المدن الصغرى، مسجلا لو كانت أكثر لسجلت أرقام عديدة بها أيضا، وزاد: المغاربة أحيانا يتباهون بمناطق خالية وأخرى مليئة، في حين أن المنطق يقتضي القضاء على الفيروس في البلاد كاملة.

وأوضح البروفيسور المغربي أن الأمر يحتاج إستراتيجية قوية لحسم الوضع الراهن، مشيرا إلى أن الحل النهائي يبقى هو استفادة الجميع من اللقاح في أسرع وقت، فيما مسألة وقف التنقلات أو الحد منها يمكن أن ينظر إليها بزوايا فوق صحية، يقول الناجي.

وأردف المتحدث أن الاقتصاد المغربي تضرر كثيرا من الوضع الراهن ولا يمكن المجازفة أكثر بمزيد من المشاكل، خصوصا على مستوى الأسواق وحركة الشاحنات ناقلة البضائع وغيرها، مطالبا المواطنين باحترام التدابير الاحترازية وانتظار اللقاح.

hespress.com