تحسّنت الحالة الوبائية طيلة الأسابيع الأخيرة، بعدما انخفضت حصيلة الإصابات اليومية؛ ما أدى إلى تراجع أعداد الوفيات، في مقابل استقرار الحالات الحرجة أو الصعبة؛ الأمر الذي خفّف من الضغط الذي عرفته مستشفيات المملكة خلال العطلة الصيفية.

ولم تعد حالات الوفيات تتجاوز الأربعين في الأيام المنصرمة، فيما لا تتعدى الحالات الحرجة سقف المائة أيضا، في مقابل ارتفاع نسبة التعافي الذي بلغت 94 في المائة إلى حدود الاثنين الماضي، ووصل معدل ملء أسرّة الإنعاش المخصصة لـ”كورونا” إلى 33.3 في المائة.

والملاحظ أن المنحنى الوبائي قد انخفض في جلّ بوادي المملكة التي باتت تسجل أرقاما قليلة بالمقارنة مع شهدته بعد حلول عيد الأضحى، الذي كثُرت فيه التنقلات الجماعية؛ ما أسفر عن نقْل المرض إلى جنوب البلاد، غير أن انتهاء الفترة الصيفية قد حدَّ من التحركات الفردية والزيارات العائلية.

ويحافظ قطب الدار البيضاء على تمركز حالات “كوفيد-19” بالمغرب، اعتباراً للكثافة السكانية المرتفعة والحركية الاقتصادية التي يعرف محور الدار البيضاء-سطات، بينما بدأت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تعود إلى وصافة قائمة الوباء؛ في حين ما زالت جهة الرباط تسجل أرقاما متوسطة خلال الأسابيع الأخيرة.

وأورد البروفيسور مولاي مصطفى الناجي، الاختصاصي في علوم الفيروسات، أن “المغرب سجل تراجعا في أعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد خلال الأسابيع الأخيرة، ما مرده إلى انخراط المواطنين في احترام مسلسل التدابير الصحية الموصى بها من طرف الوزارة الوصية على القطاع”.

وأوضح مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الحجر الصحي الذي يطبقه المواطنون ساهم في تراجع الإصابات المسجلة أكثر من أي وقت مضى، لأنه أدى إلى تقلص حركية الأشخاص؛ ومن ثمة انخفض معدل تفشي الفيروس”.

وشدد البروفيسور المغربي، ضمن تصريحه، على أن “تحسن الحالة الوبائية سيساعد السلطات الصحية المختصة على إنجاح عملية التلقيح المرتقبة؛ لأنه لا يمكن إعطاء جرعة اللقاح للشخص المصاب بالمرض، وإنما ينبغي التريث إلى حين شفائه، ولكن عدم إصابة الأشخاص سيسهل وتيرة تلقيح المغاربة في الأيام المقبلة”.

hespress.com